تعرف على سبب إقالة نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية بعد لقائها بـ إيلي كوهين ، والتحدث عن ملف التطبيع مع إسرائيل، فقد أعلنت ليبيا اليوم إقالة وزيرة خارجيتها ووضعها على قوائم الممنوعين من السفر بعد لقائها مسئولون إسرائيليون.
سبب إقالة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش
فقد أقال عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة منتهية الولاية في ليبيا، وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ووقفها عن العمل احتياطيا، على خلفية لقائها بوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما، في إطار سري.
وكانت المنقوش التي لديها الجنسية الأمريكية، التقت وزير الخارجية في الحكومة الإسرائيلي بالعاصمة الإيطالية روما بشكل سري حسب ما أعلن الوزير الإسرائيلي إيلي كوهين، الأمر الذي تسبب في خروج العديد من التظاهرات الليبية المعارضة للقاء، والرافضة لوجود علاقات بين كل من إسرائيل وليبيا.
خاصة بعدما أوضح كوهين أن اللقاء الأول من نوعه بين مسؤولي البلدين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، استهدف العلاقات بين البلدين، وتراث يهود ليبيا، وإمكانية التعاون بين البلدين والمساعدات الإنسانية الإسرائيلية.
حيث أشار الوزير الإسرائيلي إلى أن اللقاء يعد خطوة أولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا.
في ذات السياق، قالت وسائل إعلام عبرية، نقلا عن مسؤولين بحكومة الاحتلال، إن اللقاء عقد نتيجة تنسيقات ليبية إسرائيلية بمستويات قيادية، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، كان على علم بالتنسيقات الجاري لعقد اللقاء بين الجانبين.
ومن جانبها، نفت الخارجية الليبية عقد لقاء بين نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي، مؤكدة في بيان رسمي لها، على أن ما حدث في العاصمة الإيطالية روما لم يتجاوز كونه لقاء عارض غير رسمي وغير معدٍ له مسبقًا.
وأنه جاء أثناء لقاء المنقوش بنظرها من الحكومة الإيطالية أنطونيو تاجاني، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات، وفي إشارة لما دار بين الطرفين من حديث.
أشارت الخارجية الليبية أن وزيرة الخارجية أكدت خلال اللقاء (العارض)على ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكل غير قابل للتأويل واللبس، نافية إعطاء (الحادثة) طابع اللقاء أو المحادثات أو حتى الترتيب أو مجرد التفكير في عقد مثل هكذا لقاءات.
من هي نجلاء المنقوش؟
نجلاء محمد المنقوش من مواليد يونيو 1973 بـ لندن، المملكة المتحدة وتبلغ من العمر 50 عام ، وتحمل الجنسية الامريكية والليبية، فهي سياسية ومحامية ليبية.
تولت نجلاء المنقوش منصب وزيرة الشؤون الخارجية في حكومة عبد الحميد الدبيبة منذ 15 مارس 2021، وتم إقالتها من المنصب الاثنين 28 أغسطس 2023 بعد لقائها مع مسئولون إسرائيليون في السر.
تخرجت نجلاء المنقوش من جامعة جورج ميسن، أصبحت نجلاء المنقوش أول ليبيّة تتولى حقيبة الخارجية في بلدها، ضمن الحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي منحها البرلمان الثقة في 10 مارس/آذار عام 2021.
وبذلك انضمت المنقوش لقائمة صغيرة لوزيرات الخارجية العربيّات وهن: الناهة بنت حمدي ولد مكناس (2009)، أول وزيرة خارجية موريتانية، وأول وزيرة خارجية في الدول العربية؛ وفاطمة فال بنت اصوينع (2015)، من موريتانيا أيضا؛ والسودانية أسماء محمد عبد الله (2019).
نجلاء المنقوش هي أستاذة قانون، ومحامية في القانون الجنائي، وتركز في بحوثها وعملها على عملية الانتقال من الحرب إلى السلم وبناء السلم، وفقا لما جاء في سيرتها الذاتية المنشورة على موقع مركز الأديان العالمية والدبلوماسية وحل النزاعات (CRDC).
حصلت على الماجستير في القانون الجنائي من جامعة قاريونس (حالياً جامعة بنغازي)، ثم ماجستير إدارة الصراع والسلم من جامعة إيسترن مينونايت ثم دكتوراة إدارة الصراع والسلم من جامعة جورج مايسون
وكانت قد حازت على منحة برنامج فولبرايت الشهيرة (Fulbright) لتدرس الماجستير في مجال تحويل النزاعات من مركز العدالة وبناء السلام (CJP) في الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء في التعريف نفسه عنها أنها عملت ممثلة محليّة لمعهد الولايات المتحدة للسلام في ليبيا، كما عملت في المجلس الانتقالي الوطني.
بعد وقت قصير من توليها منصب وزيرة الخارجية عام 2021، أثارت المنقوش جدلاً في ليبيا بعد تصريحاتها بأن حكومتها مصرة على انسحاب القوات التركية من البلاد.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد تحدثت عن تعرض المنقوش لسوء المعاملة بعد مطالبتها بخروج القوات التركية والأجنبية المسلحة من ليبيا.
وذكرت الصحيفة أن ميليشيا مسلحة اقتحمت فندقاً في طرابلس يجتمع فيه المجلس الرئاسي وأعربت عن غضبها من وزيرة الخارجية.
وزعم بعض معارضي المنقوش أنها من مؤيدي اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي المتمركز في شرق البلاد ، في حين يرى أنصارها أنها كانت متوازنة في دعوتها لجميع القوات الأجنبية للرحيل عن الأراضي الليبية.
تصريحات نجلاء المنقوش عن أزمة لوكيربي
يُذكر أن المجلس الرئاسي الليبي قد علّق سابقا مهام وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، قبل أيام من انعقاد مؤتمر دولي في باريس عام 2021، كان يهدف للتحضير للانتخابات الرئاسية في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم المجلس نجلاء وهيبة لقناة بانوراما ليبيا التلفزيونية، إن المجلس فتح تحقيقا في “الانتهاكات الإدارية” التي يُزعم أن المنقوش ارتكبتها، دون الدخول في تفاصيل.
وفي ذلك الحين، نص القرار الصادر عن المجلس الرئاسي على منع وزيرة الخارجية من السفر لحين انتهاء التحقيق معها، وتشكيل لجنة تحقيق برئاسة عبد الله اللافي نائب رئيس المجلس، على أن ترفع تقريرها في مهلة أقصاها 14 يوما.
واتهم المجلس الرئاسي الليبي حينها المنقوش بعدم التنسيق معه في قضايا السياسة الخارجية، يأتي ذلك على خلفية صراع سياسي داخلي أعقب حوار أدلت به لـبي بي سي حول أزمة لوكيربي التي تعود لعام 1988.
كانت ليبيا قد اعترفت في 2003 بمسؤوليتها عن تفجير الطائرة الأمريكية فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية، وثار الجدل بعد أن تحدثت الوزيرة الليبية مع بي بي سي حول إمكانية ترحيل متهم ليبي جديد في التفجير إلى الولايات المتحدة.
أخبرت المنقوش بي بي سي بأن الحكومة الليبية مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بقرار الترحيل، وأضافت أنه يتم إحراز تقدم في هذا الشأن.
وكانت الحكومة الليبية في ذلك الوقت قد قالت إن المجلس الرئاسي ليس له صلاحية إيقاف الوزيرة عن العمل أو التحقيق معها، وإن المنقوش ستواصل عملها.
