ما هي وصية أحمد عامر الأخيرة قبل وفاته؟: تفاصيل أبكت الملايين
لا يزال الوسط الفني المصري يعيش حالة من الصدمة والحزن منذ إعلان وفاة الفنان الشعبي أحمد عامر عن عمر يناهز 42 عامًا بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة صباح الأربعاء الماضي. لكن ما زاد من حالة الجدل والدهشة هي وصية أحمد عامر الأخيرة، التي كشف عنها مدير أعماله عقب وفاته، والتي أثارت جدلًا كبيرًا بين الفنانين والجمهور على حد سواء.
توفي أحمد عامر تاركًا خلفه إرثًا غنائيًا مميزًا في عالم الأغنية الشعبية والمهرجانات، حيث عُرف بصوته القوي وإحساسه المختلف وقدرته على إيصال الأغنية الشعبية المصرية بمفرداتها البسيطة وقيمها الأصيلة إلى قلوب المستمعين من جميع الفئات. لكن وصيته الأخيرة قلبت الموازين، بعدما طالب بحذف جميع أغانيه من منصات الموسيقى والاستماع بعد وفاته.
ما هي وصية أحمد عامر؟
كشف مدير أعمال الفنان الراحل أن أحمد عامر ترك وصية واضحة طالب فيها بحذف جميع أغانيه من على المنصات الرقمية واليوتيوب بعد وفاته.
وأكد أن وصيته هذه نابعة من رغبته في ألا تبقى أعماله بعد رحيله، معتبرًا أن الفن مهما بلغت قيمته لا يساوي شيئًا أمام لقاء الله، على حد وصفه.
وانقسم الوسط الفني والجمهور بين مؤيد لهذه الوصية ومعارض لها، حيث رأى بعضهم أن طلبه نابع من إحساسه بالذنب، بينما اعتبر آخرون أنه قرار غير منطقي يحرم الناس من فنه، ويهدر ما قدمه من مجهود طوال سنوات عمله الفني.
حمو بيكا ينفذ وصية أحمد عامر
كان مطرب المهرجانات حمو بيكا أول من استجاب لتنفيذ وصية أحمد عامر، حيث نشر عبر صفحته على فيسبوك منشورًا أعلن فيه حذف جميع أغاني أحمد عامر من قناته على اليوتيوب، وكتب:
“تم حذف جميع أغاني أخويا أحمد عامر من على قناتي.. ربنا يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته.”
كما طالب حمو بيكا باقي الفنانين وشركات الإنتاج الذين تعاونوا مع أحمد عامر بحذف أغانيه احترامًا لوصيته، مؤكدًا أن تنفيذ الوصية واجب أخلاقي وديني.
مطربو المهرجانات ينفذون وصية أحمد عامر
لم يكن حمو بيكا الوحيد الذي استجاب للوصية، بل انضم إليه عدد من مطربي المهرجانات والشعبيين مثل شحتة كاريكا وطارق الشيخ، حيث أعلنوا حذف جميع الأغاني التي تعاونوا فيها مع الفنان الراحل من قنواتهم ومنصاتهم الرقمية.
وكتب شحتة كاريكا عبر حسابه:
“نفذت وصية أخويا أحمد عامر وحذفت الأغاني اللي بينا، ربنا يرحمه ويغفر له.”
انتقادات وصية أحمد عامر
في المقابل، انتقد عدد من الفنانين والكتاب هذه الوصية واعتبروا تنفيذها بمثابة إهدار للفن والرسالة التي عاش الفنان عمره في تقديمها. وكتب الفنان صبري فواز عبر صفحته الشخصية:
“لما تقول امسح أغاني المرحوم.. تبقى فنان لا تعلم، بل تجهل. الفن رسالة بتفضل بعد رحيل صاحبها، واللي شايفه حرام يبقى ما يشتغلوش من البداية.”
كما علق الفنان محمد علي رزق على هذا الجدل قائلًا:
“يعني إنتوا بتغنوا وبتكسبوا من الغنا وعايشين ملوك ووصيتكم لما تموتوا تمسحوا الأغاني؟! قمة الازدواجية. لو شايفين الفن حرام ما تشتغلوش فيه من الأول.”
الجمهور منقسم بين التأييد والرفض
امتد الجدل إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث انقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض لهذه الوصية. قال أحد المعلقين:
“ربنا يرحمه.. لو وصيته إنه ميتحاسبش على أغانيه محدش له حاجة عنده. ربنا يرحمه ويغفر له.”
بينما كتب آخر:
“ليه نحرم الناس من فنه.. كل واحد بيتحاسب على نيته وأعماله وربنا أدرى بالقلوب.”
تحليل وصية أحمد عامر من منظور ديني واجتماعي وفني
يرى بعض الدعاة أن وصية أحمد عامر نابعة من إحساس بالتقصير تجاه الدين، معتبرين أن طلبه بحذف الأغاني ربما يكون تكفيرًا عن ذنوبه، خاصة إذا كانت تحتوي على كلمات لا يرضى عنها الله. بينما يرى آخرون أن حذف الأعمال الفنية بعد وفاة صاحبها ليس ضروريًا، لأن العمل محاسب عليه في حياته ونيته وليس بعد موته إذا كان مباحًا في الأساس.
من الناحية الاجتماعية، يرى خبراء علم الاجتماع أن هذه الوصية تفتح الباب أمام تساؤلات فلسفية أعمق حول معنى الفن وقيمته بعد وفاة صاحبه، وهل يظل إرثًا يجب الحفاظ عليه أم أنه ملك لصاحبه وحده وله الحق في إنهائه بعد موته؟
أما من الناحية الفنية، فيؤكد نقاد الموسيقى الشعبية أن حذف أعمال أحمد عامر يعد خسارة فنية كبيرة، فهو من المطربين الذين أضافوا للأغنية الشعبية لونًا خاصًا وطابعًا مميزًا لا يمكن تعويضه بسهولة.
الفقرة الختامية: وصية أحمد عامر.. جدلية الفن والآخرة
تظل وصية الفنان أحمد عامر بحذف جميع أعماله بعد وفاته جدلية بامتياز، تكشف عن صراع داخلي عاشه الفنان بين حبه لفنه وخوفه من حساب الآخرة. ومع استمرار الجدل حول تنفيذها، ستبقى هذه الوصية مثالًا على أسئلة الفن والضمير التي لا تنتهي، تاركًا خلفه ذكرى لا تمحوها الأغاني المحذوفة، بل يخلدها صوته وروحه التي عاش بها بين جمهوره.