أعمال ليلة العاشر من محرم 1447/ 2025 مفاتيح الجنان بالتفصيل
ليلة العاشر من محرم هي ليلة مختلفة في وجدان كل مسلم مؤمن، فهي الليلة التي تسبق يوم عاشوراء، اليوم الذي خُلدت فيه أسمى معاني الفداء والتضحية والصبر والثبات على الحق، يوم ارتوت فيه أرض كربلاء بدماء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الأبرار.
ومع حلول هذه الليلة، تتجه القلوب والأرواح نحو كربلاء المقدسة، حيث يقف الملايين وقفة حزن واستذكار لثورة الإمام الحسين الخالدة التي علّمت البشرية دروس الكرامة والعزة والرفض لكل ظلم وطغيان، ولهذا يحرص المؤمنون على إحياء ليلة العاشر من محرم بالأعمال العبادية والأدعية والصلوات والدموع، تأسياً بأهل بيت النبوة ومواساةً للإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
في هذا المقال الحصري والموسع، نرصد لكم أعمال ليلة العاشر من محرم 1447 / 2025 بالتفصيل، مع شروح لكل عمل وفضله ومكانته في إحياء ليلة عاشوراء المباركة، لتكون دليلك الروحي الشامل لهذه الليلة العظيمة التي تتجدد فيها البيعة مع الإمام الحسين وقيمه الخالدة.
الاغتسال في ليلة العاشر من محرم
🔹الاغتسال: يستحب للمؤمنين الاغتسال ليلة العاشر من محرم استعدادًا وتهيؤًا لإحياء شعائر عاشوراء ببدن طاهر وقلب خاشع. وقد أوصى الفقهاء بالاغتسال في هذه الليلة بنية القربة إلى الله تعالى، فهو يطهّر الجسد ويهيئ النفس للخشوع والبكاء والمواساة.
🔹 النية: أن ينوي المؤمن قبل الغسل أنه يغتسل لليلة العاشر من محرم قربة إلى الله تعالى، فينال الأجر والفضل والقبول بإذنه سبحانه وتعالى.
زيارة مرقد الإمام الحسين وأبي الفضل العباس عليهما السلام
🔹 زيارة كربلاء: من أفضل الأعمال في ليلة عاشوراء زيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام حضوريًا لمن استطاع، أو عن بُعد بقراءة زيارة عاشوراء وذكر مصيبة الطف بصدق وحزن ومواساة.
🔹 فضل الزيارة: قال الإمام الصادق عليه السلام: “من زار قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء كان كمن زار الله في عرشه”.
الإكثار من الدعاء وخصوصًا دعاء الفرج
🔹 الدعاء بتعجيل الفرج: من المستحب الإكثار في ليلة العاشر من محرم من دعاء الفرج “اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن…”، فهو دعاء لإزالة الغمة عن هذه الأمة وطلب ظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف لينتصر لدماء جده الحسين عليه السلام ويملأ الأرض قسطًا وعدلاً.
🔹فضل دعاء الفرج: يقال أن الدعاء بتعجيل الفرج يكتب لصاحبه أجر المنتظرين ويشرح صدره وييسر أمره ويكفيه هموم الدنيا والآخرة.
الإكثار من الاستغفار والصلاة على محمد وآل محمد
🔹 الاستغفار: الاستغفار يطهر القلب ويزيل الران عن الفؤاد، ويهيئ النفس لاستقبال نور المصيبة الحسينية بخشوع وحزن عميقين.
🔹 الصلاة على محمد وآل محمد:قال رسول الله صلى الله عليه وآله: “من صلى عليّ مرة صلى الله عليه عشرا”. والإكثار منها ليلة عاشوراء يجدد البيعة والولاء للنبي وآله الطاهرين عليهم السلام.
التوسل بأهل البيت عليهم السلام لقضاء الحوائج
🔹 التوسل: ليلة عاشوراء هي من الليالي المباركة التي يستحب فيها التوسل بأهل البيت عليهم السلام لقضاء الحوائج الصعبة، فهم الوسيلة إلى الله كما جاء في القرآن الكريم: “وابتغوا إليه الوسيلة”.
🔹كيفية التوسل: ابدأ بقراءة زيارة عاشوراء، ثم ادع الله بصدق وخشوع بقضاء حاجتك ببركة الحسين وأهل بيته الأطهار عليهم السلام.
الامتناع عن السعي في حوائج الدنيا
🔹 ترك ملذات الدنيا: يفضل في هذه الليلة ترك كل أعمال الدنيا والانشغال فقط بذكر الله واستذكار مصيبة كربلاء، فهي ليلة حزن ومواساة لا ليلة لهو أو انشغال بأمور الحياة اليومية.
إقامة المآتم والبكاء على مصيبة الإمام الحسين عليه السلام
🔹 إحياء المآتم: إقامة مجالس العزاء والبكاء على الإمام الحسين عليه السلام هي من أهم أعمال ليلة عاشوراء، ففي الحديث: “كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة”.
🔹 البكاء على الحسين: البكاء على الحسين يطهر الذنوب ويشرح الصدر ويزيد الإيمان، ويجدد الولاء للقيم التي استشهد من أجلها.
صلاة ليلة العاشر من محرم
🔹كيفية صلاة ليلة العاشر: هي أربع ركعات، تُصلّى ركعتين ركعتين مثل صلاة الصبح:
- في كل ركعة تقرأ سورة الحمد 7 مرات وسورة القدر مرة واحدة.
- تسلم بعد الركعتين ثم تصلي ركعتين أخريين بنفس الكيفية.
🔹 النية: “أصلي صلاة ليلة العاشر من محرم رجاءً قربة إلى الله تعالى”.
🔹 فضلها: هذه الصلاة مذكورة في كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي قدس سره، ولها فضل عظيم في قضاء الحوائج ورفع البلاء والهموم عن المؤمنين.
معنى “الحجة” في سياق عاشوراء
🔹السهر مواساة لأهل البيت: معنى إحياء ليلة العاشر بالسهر هو مواساة لسهر السبايا من الهاشمين، وبكاءً على مصيبة كربلاء، ومشاركة لأحزان الإمام زين العابدين عليه السلام.
الصدقة في ليلة العاشر من محرم
🔹 فضل الصدقة: التصدق ولو بالقليل في ليلة التاسع والعاشر من محرم له أثر مبارك عظيم، فهو يرفع الحزن عن قلب الإمام الحجة روحي فداه ويكون سببًا في رفع البلاء وقضاء الحوائج.
الفقرة الختامية: عاشوراء.. دروس لا تنتهي
ليلة العاشر من محرم ليست مجرد ليلة حزن، بل ليلة تجديد العهد مع الله ومع الإمام الحسين عليه السلام، هي ليلة يعلمنا فيها الحسين الثبات أمام الظلم والباطل مهما كانت التضحيات، ليلة تُعلّمنا أن الكرامة لا تشترى بالذل، وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
فلنحييها بالخشوع والبكاء والدعاء، ولنجعلها نقطة تحول في حياتنا نحو الطاعة والتوبة والنقاء الداخلي، حتى نكون بحق من أنصار الحسين وأهل بيته عليهم السلام، وننال شفاعته يوم الورود.
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود، وثبتنا على دربه، واحشرنا معه ومع جده المصطفى وآبائه الطاهرين، إنك سميع مجيب.