تفاصيل حادث ولاية إزكي المأساوي جويلية 2025 وأسماء الضحايا
استيقظت سلطنة عُمان صباح أمس الأربعاء 2 يوليو/ تموز 2025، على وقع فاجعة إنسانية هزت قلوب الجميع، بعد وقوع حادث سير مروع في ولاية إزكي بمحافظة الداخلية، أسفر عن وفاة أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وإصابات متفاوتة لعدد آخر من الأطفال. شكل الحادث صدمة قاسية لكل من تابع تفاصيله الدامية، وسط تساؤلات عميقة حول أسباب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية التي تخطف أرواح الأبرياء.
وبحسب التفاصيل الأولية الواردة من مصادر موثوقة لصحيفة “أحداث العرب”، فإن الحافلة المنكوبة كانت مخصصة لنقل الطلاب الصغار إلى دروسهم الصيفية، وقد أقلت عددًا من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، برفقة سائقها العشريني الذي لم يمض وقت طويل على عمله في مجال نقل الطلاب.
وتشير المعلومات إلى أن الحادث وقع عند اصطدام الحافلة بجسم ثابت على جانب الطريق في منطقة الرسيس بولاية إزكي، ما أدى إلى تدهورها بشكل عنيف، وتحطم جزء كبير منها، ووفاة السائق وثلاثة أطفال على الفور، بينما أصيب بقية الركاب بإصابات بالغة ومتفاوتة، نقلوا على إثرها إلى مستشفيات نزوى وإزكي القريبة من موقع الحادث.
هذا المشهد المأساوي لم يترك مجالًا للصمت، إذ سادت حالة من الحزن العميق بين الأهالي والشارع العماني بأكمله، خاصة مع تداول صور الحافلة المدمرة ومقاطع الإنقاذ التي أظهرت حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بأسر الضحايا فجأة وبدون سابق إنذار.
وفي هذا التقرير نقدم لكم تغطية شاملة وحصرية حول تفاصيل حادث ولاية إزكي، بدءًا من لحظة وقوعه، مرورا بأسماء الضحايا والإصابات، وصولًا إلى استجابة الطوارئ وتحليلات الخبراء حول أسبابه الحقيقية وتداعياته على المجتمع العماني.
كيف وقع حادث ولاية إزكي المروع؟
بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن شرطة عمان السلطانية ووزارة الصحة، فإن الحادث وقع تحديدًا في ساعات الصباح الأولى أثناء توجه حافلة نقل الأطفال إلى المراكز الصيفية التعليمية في ولاية إزكي، عندما فقد السائق الشاب السيطرة على المقود إثر انفجار مفاجئ لأحد إطارات الحافلة، مما أدى إلى انحرافها عن مسارها واصطدامها بجسم ثابت على جانب الطريق، قبل أن تنقلب عدة مرات بسرعة هائلة وسط صرخات الأطفال داخلها.
وأكد شهود عيان أن الحافلة انقلبت لمسافة طويلة على الطريق الترابي، وتهشمت مقدمتها بالكامل، فيما تطاير الزجاج الجانبي، وتعرّض بعض الأطفال لإصابات في الرأس والصدر، بينما لفظ ثلاثة أطفال أنفاسهم الأخيرة فور وقوع الحادث، إلى جانب السائق الذي توفي في موقع الحادث متأثرًا بنزيف داخلي حاد.
أعمار الضحايا والمصابين في حادث ولاية إزكي
كشفت مصادر طبية أن الأطفال الذين لقوا مصرعهم في حادث إزكي تتراوح أعمارهم بين 6 و10 أعوام، أما السائق فكان يبلغ من العمر 20 عامًا فقط. كما أكدت مستشفيات نزوى وإزكي استقبالها لـ 12 طفلًا آخرين أصيبوا بإصابات متباينة، بينهم 4 حالات خطيرة أدخلت إلى العناية المركزة بشكل فوري.
وكان مستشفى نزوى قد استقبل في الساعات الأولى من صباح اليوم حالة واحدة باللون الأسود (وفاة)، بالإضافة إلى أربع حالات باللون الأحمر (خطرة)، وسبع حالات باللون الأصفر (متوسطة وخفيفة). في المقابل، استقبل مستشفى ولاية إزكي ثلاث حالات باللون الأسود، ومثلهم باللون الأخضر (مستقرة وتحت الملاحظة).
استجابة وزارة الصحة والجهات المعنية
أعلنت وزارة الصحة العمانية في بيان رسمي أنها استجابت بشكل فوري للحادث المأساوي بتفعيل خطط الطوارئ الطبية في مستشفيات إزكي ونزوى، حيث تم إرسال سيارات إسعاف إضافية من المحافظات المجاورة، مع توفير فرق طبية متخصصة في جراحة الأطفال والعظام والطوارئ.
كما أشار البيان إلى التنسيق الكامل بين الوزارة وشرطة عمان السلطانية والدفاع المدني والإسعاف الوطني، للتعامل مع المصابين وتقديم الدعم النفسي العاجل لعائلات الضحايا، خاصة مع الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها الأهالي في هذه الأوقات الحرجة.
تفاعل واسع وحزن عميق على مواقع التواصل الاجتماعي
اجتاحت حالة من الحزن العميق منصات التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان ودول الخليج بعد انتشار خبر الحادث، حيث عبر آلاف المغردين عن ألمهم لما حدث، مطالبين بتشديد إجراءات السلامة وفحص الحافلات المدرسية بشكل دوري، حفاظًا على أرواح الأطفال الأبرياء.
وكتب أحد المغردين: «لا حول ولا قوة إلا بالله.. فلذات أكبادنا يذهبون ضحية إهمال أو خلل بسيط قد نغفله.. نسأل الله الرحمة لهم والصبر لأهاليهم.» بينما طالب آخر بضرورة تدريب السائقين الشباب جيدًا قبل تسليمهم مسؤولية نقل أرواح صغيرة كل صباح.
تحقيقات أولية حول أسباب الحادث
بدأت شرطة عمان السلطانية تحقيقاتها فور وقوع الحادث، حيث تم إرسال فريق فني متخصص لفحص الحافلة ومعرفة الأسباب الفنية وراء الحادث، خاصة مع تردد معلومات عن احتمال انفجار إطار الحافلة نتيجة تهالكه أو انخفاض ضغط الهواء فيه بشكل مفاجئ.
وتسعى الجهات الأمنية إلى مراجعة كاميرات المراقبة القريبة من موقع الحادث، إلى جانب الاستماع إلى شهادات الأطفال الناجين الذين أكد بعضهم أنهم سمعوا صوت انفجار قوي قبل انحراف الحافلة وانقلابها، ما يرجح فرضية عطل الإطار الأمامي.
تحليل اجتماعي ونفسي للحادث
يرى خبراء علم الاجتماع أن الحادث المأساوي في ولاية إزكي يكشف عن ضرورة رفع الوعي المجتمعي بأهمية الصيانة الدورية للمركبات، إلى جانب التشدد في الرقابة على شركات نقل الطلاب والسائقين، مؤكدين أن تكرار هذه الحوادث يسبب أضرارًا نفسية عميقة لدى الطلاب الناجين وأسرهم، وقد يؤدي إلى ظهور أعراض الصدمة اللاحقة لديهم مثل اضطرابات النوم والخوف من ركوب الحافلات مجددًا.
الفقرة الختامية: دروس من حادث إزكي المأساوي
يرحل الأطفال بسرعة تاركين خلفهم حقائب مدرسية فارغة ودفاتر لم تكتمل صفحاتها. حادث ولاية إزكي ليس مجرد رقم جديد في إحصائيات المرور، بل صرخة إنسانية لكل مسؤول وسائق وولي أمر بضرورة الوعي والحذر وإعطاء سلامة الأبرياء الأولوية القصوى. الرحمة لأرواحهم والصبر والسلوان لذويهم، ولعل هذه الحادثة تكون بداية إصلاح حقيقي في منظومة النقل المدرسي لضمان ألا تتكرر مثل هذه المآسي مرة أخرى.