أسعار الدجاج بالمغرب الثلاثاء 1 يوليوز 2025.. انخفاض مفاجئ وتوقعات مستقبلية
أسعار الدجاج بالمغرب الثلاثاء 1 يوليوز 2025 تواصل تصدر اهتمامات الشارع المغربي، بعد أسابيع من الغلاء المتواصل الذي أنهك جيوب المواطنين وأثار قلقهم على الأمن الغذائي الأسري. صباح اليوم، شعر الكثيرون ببصيص أمل بعد تسجيل الأسعار تراجعًا طفيفًا، لكن التساؤل الكبير ظل حاضرًا: هل هذا الانخفاض حقيقي ومستدام أم أنه مجرد محطة عابرة قبل صعود جديد؟
في الأسواق الشعبية وأسواق الجملة بالمملكة، سُجل سعر الدجاج ما بين 14 و15 درهماً للكيلوغرام الواحد. هذا التراجع الطفيف خلق حالة من الارتياح المؤقت لدى الأسر المغربية التي تعتمد على الدجاج كوجبة رئيسية يومية، خصوصًا مع الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء والأسماك.
غير أن هذا الانخفاض، كما يصفه خبراء القطاع، لا يعدو كونه “فاصلاً مناخياً”، فرضته الظروف الجوية الحارة التي قلصت الطلب مؤقتًا، دون أن تغير شيئًا من واقع الأزمة البنيوية العميقة التي يعيشها قطاع الدواجن في المغرب.
العديد من المهنيين يرون أن الأسعار قد تعاود الارتفاع في أي لحظة، في ظل استمرار تكاليف الإنتاج الباهظة، خاصة أسعار الأعلاف المستوردة والكتاكيت واللقاحات والخدمات اللوجستية، فضلًا عن غياب أي دعم مباشر للمربين الصغار والمتوسطين الذين يشكلون عماد الأمن الغذائي الوطني.
في هذا التقرير الموسع، نستعرض لكم أحدث أسعار الدجاج اليوم في المغرب الثلاثاء 1 يوليوز 2025، ونحلل بالتفصيل أسباب تراجع الأسعار الأخير، التحديات الهيكلية التي تواجه القطاع، السيناريوهات المحتملة خلال الأسابيع المقبلة، والدعوات المتصاعدة لتدخل حكومي عاجل يقي السوق من انهيار خطير ويضمن للمواطن حقه في الغذاء الآمن والكافي بأسعار عادلة.
أسعار الدجاج بالمغرب اليوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025
بحسب جولة ميدانية لعدد من الصحف المحلية ومراسل موقع “موجز الأنباء” في أسواق الدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش وطنجة، تراوحت أسعار الدجاج اليوم بين 14 و15 درهماً للكيلوغرام الواحد، مقارنة بأسعار الأسبوع الماضي التي وصلت إلى 18 درهماً في بعض المناطق.
وقال تاجر دواجن في سوق الجملة بالدار البيضاء: “الطلب تراجع بشكل واضح بسبب موجة الحر الشديدة، الناس قللت من شراء الدجاج وطهيه خلال الأيام الماضية، ما خفض الأسعار قليلًا. لكن التكاليف لم تنخفض إطلاقًا، بل بالعكس.. الأعلاف والكتاكيت غالية جدًا.”
في المقابل، عبّر عدد من المواطنين عن أملهم في استمرار هذا التراجع، حيث قالت ربة منزل: “نريد أن يظل سعر الدجاج منخفضًا لأنه هو الوجبة الأساسية لأبنائنا. اللحوم الحمراء والأسماك أصبحت خارج قدرتنا الشرائية تمامًا.”
ما أسباب انخفاض أسعار الدجاج في المغرب اليوم؟
يؤكد مهنيو القطاع أن السبب الرئيس وراء تراجع الأسعار هو موجة الحر القوية التي ضربت عدة مدن مغربية خلال الأسبوع الماضي، حيث دفعت المواطنين إلى تقليص المشتريات والاكتفاء بالوجبات الخفيفة والمبردات، ما تسبب في انخفاض الطلب على الدجاج.
لكن خبراء الاقتصاد يحذرون من وصف هذا الانخفاض بالانفراج، إذ يقولون إنه ليس نتيجة انخفاض تكاليف الإنتاج أو توفر الأعلاف بأسعار منخفضة، بل بسبب ظرف مناخي طارئ سينتهي قريبًا.
ويضيف أحد كبار موزعي الدواجن في المغرب: “القطاع لا يزال يعاني. إذا استمرت الحرارة، ربما نشهد استقرارًا نسبيًا، لكن حين تعود الأجواء المعتدلة سترتفع الأسعار مجددًا. المشكلة الحقيقية هي الأعلاف والكتاكيت واللقاحات المستوردة بأسعار باهظة جدًا.”
تكاليف الإنتاج المرتفعة.. التحدي الأكبر أمام مربي الدواجن
يعاني مربو الدواجن في المغرب منذ سنوات من الارتفاع الصاروخي لأسعار الأعلاف المركبة، بسبب ارتباطها بأسعار السوق الدولية وتكاليف النقل والشحن. فالأعلاف تشكل ما يزيد عن 70% من التكلفة الإجمالية للإنتاج، مما يجعل المربين أمام معادلة مستحيلة: إما بيع الدجاج بسعر مرتفع يرهق المستهلك، أو البيع بخسارة مالية تؤدي إلى الإفلاس.
كما تمثل أسعار الكتاكيت هاجسًا آخر للمربين، إذ شهدت أسعارها ارتفاعًا كبيرًا منذ بداية العام، إضافة إلى كلفة الأدوية البيطرية واللقاحات التي ارتفعت بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، فضلًا عن ارتفاع أجور اليد العاملة وتكاليف النقل والتوزيع.
هل تتدخل الحكومة لضبط أسعار الدجاج؟
حتى الآن، لا يوجد أي قرار حكومي معلن لدعم قطاع الدواجن بشكل مباشر. ويطالب المهنيون الحكومة بضرورة التدخل لدعم أسعار الأعلاف أو خفض الرسوم الجمركية على استيراد مكوناتها، إضافة إلى تقديم تسهيلات ائتمانية للمربين الصغار والمتوسطين، لحمايتهم من الإفلاس وضمان استقرار السوق الوطني.
ويرى مراقبون اقتصاديون أن استمرار الحكومة في تجاهل أزمة القطاع قد يؤدي إلى نتائج وخيمة، أبرزها خروج آلاف المربين من السوق، ما سيخلق فجوة كبيرة في إنتاج الدواجن ويرفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة.
هل أسعار الدجاج في المغرب مرشحة للارتفاع مجددًا؟
الإجابة الأقرب للواقع: نعم. يتوقع المهنيون أن تعود الأسعار للارتفاع فور انكسار موجة الحر وعودة الاستهلاك إلى مستوياته الطبيعية. كما أن موسم الصيف وما يرافقه من مناسبات وأعراس يزيد من الطلب على الدجاج، في وقت تعاني فيه سلاسل الإمداد من ضغط هائل وتكاليف غير مسبوقة.
وبحسب تصريح مسؤول في الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، فإن “استقرار الأسعار لن يتحقق إلا بتدخل مباشر من الحكومة لضبط سوق الأعلاف، ومراجعة بنية الإنتاج، وإعادة تنظيم السوق للحد من العشوائية والمضاربة.”
فقرة ختامية تحليلية: الدجاج بين غذاء الشعب وسلعة النخبة
تاريخيًا، كان الدجاج هو غذاء الفقراء والمتوسطين في المغرب. لكن ما يشهده السوق اليوم من غلاء متصاعد يهدد بتحويله إلى سلعة شبه فاخرة في متناول القادرين فقط، بينما تزداد معاناة الأسر الهشة. هذه المعادلة الخطيرة تهدد الأمن الغذائي الوطني، إذ لا يمكن تصور مائدة مغربية بدون الدجاج.
ويبقى السؤال الجوهري: هل تتحرك الحكومة لإنقاذ القطاع ودعم المستهلك والمربي معًا؟ أم يظل الدجاج مرشحًا لمزيد من الارتفاع، ليصبح ثمنه أكبر من قدرة الفقراء والمتوسطين في بلد تتعالى فيه يوميًا الأصوات المطالبة بالعدالة الاجتماعية والغذائية؟
