سبب استدعاء لطيفة رأفت في قضية إسكوبار الصحراء جوان 2025.. تفاصيل صادمة
في مفاجأة هزت الأوساط المغربية الفنية والقضائية معًا، استدعت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بـ الدار البيضاء يوم الخميس 26 جوان/ يونيو 2025، الفنانة المغربية القديرة لطيفة رأفت، لسماع شهادتها في ملف “إسكوبار الصحراء”، أكبر قضايا الجريمة المنظمة وتبييض الأموال في تاريخ المملكة الحديث. فما هي تفاصيل هذه القضية المعقدة؟ ولماذا تم استدعاء لطيفة رأفت؟
قضية “إسكوبار الصحراء”: ملف الجريمة المنظمة الأخطر
انفجرت القضية نهاية عام 2023 حين بدأت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقيقات موسعة استهدفت شبكة إجرامية عابرة للحدود، تخصصت في الاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال، يقودها شخص يُعرف بلقب “المالي”، بارون مخدرات تمكن من بناء إمبراطورية مالية عبر تهريب كميات ضخمة من المخدرات انطلاقًا من الصحراء المغربية نحو أوروبا.
لم تكن الصدمة ناتجة فقط عن حجم المخدرات المهربة أو الأموال الضخمة المحولة إلى الخارج عبر شركات وهمية، بل لأن التحقيقات كشفت ارتباط الشبكة بعدد من كبار المسؤولين السياسيين والرياضيين والفنيين في المغرب.
أبرز الشخصيات المتورطة في القضية
تضم لائحة المتهمين أسماء وازنة، أبرزها:
- سعيد الناصري: الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، ورئيس سابق لمجلس عمالة الدار البيضاء.
- عبد النبي بعيوي: الرئيس السابق لمجلس جهة الشرق.
ويواجه هؤلاء تهمًا ثقيلة تتعلق بـ:
- الاتجار الدولي في المخدرات.
- تبييض الأموال.
- استغلال النفوذ السياسي.
- تأسيس شركات وهمية لغسل الأموال وتحويلها إلى أوروبا.
مسار التحقيقات الأمنية والقضائية
بدأت أولى خيوط التحقيق في ديسمبر 2023، حين تمكنت السلطات من تفكيك جزء من الشبكة، وأحالت 25 مشتبهًا فيهم إلى النيابة العامة المختصة. لكن توالي التحقيقات كشف شبكات أوسع ممتدة في المغرب وخارجه، تضم رجال أعمال، سياسيين، مسؤولين حكوميين سابقين، ورياضيين معروفين.
واعتبر متابعون أن القضية تُعد الأخطر منذ عقود، إذ تُظهر مدى تغلغل مافيا المخدرات داخل البنية الاقتصادية والسياسية المغربية، مما يهدد منظومة النزاهة والمحاسبة.
استدعاء لطيفة رأفت.. الأسباب والخلفيات
في سياق التوسع في التحقيقات، قررت المحكمة استدعاء الفنانة المغربية لطيفة رأفت لسماع شهادتها، على خلفية علاقتها السابقة بالمتهم الرئيسي “المالي”. ورغم أن دورها يقتصر حتى اللحظة على الشهادة، فإن اسمها أثار جدلًا واسعًا، بالنظر إلى شعبيتها ومكانتها الفنية.
ويؤكد مصدر قضائي أن لطيفة رأفت ليست متهمة، بل تم استدعاؤها للاستماع إلى معلومات قد تفيد في فك لغز بعض التحويلات المالية المشبوهة التي تم رصدها، خاصة أن التحقيقات كشفت عن إنفاق “المالي” مبالغ طائلة في الوسطين الفني والرياضي لتعزيز مكانته الاجتماعية.
من هي لطيفة رأفت ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
لطيفة رأفت هي فنانة مغربية من مواليد القنيطرة، تُعتبر من أيقونات الأغنية المغربية، بدأت مشوارها الفني منذ السبعينات، وقدمت عشرات الأغاني الناجحة مثل “خيي”، و”أنا في عارك يا يما”، و”مغيارة”، و”ياما”، لتصبح رمزًا للأغنية العاطفية الأصيلة. كما حصلت على وسام ملكي تقديرًا لمسيرتها الفنية الطويلة.
وعُرفت لطيفة بشخصيتها القوية، وحضورها الراقي، وابتعادها عن الصراعات الإعلامية، مما جعل ارتباط اسمها بهذه القضية يثير صدمة مضاعفة لدى جمهورها.
ردود أفعال الوسط الفني والجمهور
عقب انتشار خبر استدعائها، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات متعاطفة، إذ اعتبر محبوها أن الفنانة الكبيرة لطيفة رأفت رمز وطني يستحيل أن تكون متورطة بأي عمل مشبوه. بينما رأى آخرون أن الاستدعاء القضائي لا يعني الإدانة، بل قد يساهم في كشف حقائق جديدة أمام المحكمة.
محامو الدفاع: لا اتهامات ضد لطيفة رأفت
حتى اللحظة، لم تُصدر الفنانة أي تصريح رسمي، كما لم يدلِ دفاعها بأي تعليق مفصل، لكن مصدرًا مقربًا منها أكد أن استدعاءها يأتي في إطار استكمال الملف بسماع شهادات أشخاص لهم صلة اجتماعية بالمتهم الرئيسي، ولا يعني ذلك توجيه اتهام مباشر لها.
هل سيؤثر استدعاؤها على مسيرتها الفنية؟
رغم حساسية القضية، يرى نقاد أن مسيرة لطيفة رأفت الفنية الراسخة وجمهورها الوفي قادران على تجاوز هذه العاصفة، خاصة إذا اقتصر دورها على تقديم شهادة عابرة لا تتعلق بأي شبهة جنائية.
تحليل: إسكوبار الصحراء.. جرائم عابرة للحدود
تكشف قضية “إسكوبار الصحراء” عن حقيقة صادمة تتعلق باتساع نفوذ مافيا المخدرات عبر شراء ذمم شخصيات نافذة، إذ تعتمد هذه الشبكات على تكوين شبكة مصالح تشمل السياسيين ورجال الأعمال والرياضيين وحتى نجوم الفن لضمان الحماية المجتمعية والغطاء القانوني، وهي ظاهرة تعاني منها دول عدة.
ويُتوقع أن تكشف الجلسات المقبلة عن تفاصيل إضافية ستعيد رسم مشهد الجريمة المنظمة في المغرب لعقود مقبلة.
خاتمة: فصل جديد من فصول المحاكمة الكبرى
بينما يترقب الرأي العام المغربي موعد مثول لطيفة رأفت أمام المحكمة، تظل هذه القضية مرشحة لمفاجآت مدوية، نظرًا لحجم الأموال المتداولة والشخصيات المتورطة، وهو ما يجعلها حدثًا تاريخيًا في مسار العدالة المغربية ومكافحة الجريمة المنظمة.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستنتهي هذه القضية باستعادة الأموال المنهوبة فقط، أم أنها ستفتح الباب لإصلاحات جذرية في بنية الاقتصاد والسياسة المغربية؟