ما هو ترند الكركم تيك توك؟ تجربة ضوئية خطفت الأنظار على السوشيال ميديا
في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكن التنبؤ بما سيلفت أنظار الملايين، لكن حين يجتمع عنصر الترفيه بالدهشة، فالنتيجة غالبًا ما تكون ترندًا عالميًا. هذا ما حدث تمامًا مع ترند الكركم تيك توك، الذي خرج من حدود المطبخ ليتحول إلى ظاهرة بصرية تبهر المستخدمين حول العالم، وتجذب الكبار قبل الصغار.
تجربة الكركم التي بدأت كمقطع فيديو عابر، سرعان ما أصبحت مادة ترفيهية تعليمية يتسابق الجميع على تجربتها وتوثيقها، حتى أصبحت حديث منصات مثل تيك توك، يوتيوب، إنستغرام وفيسبوك. فما الذي يميز هذه التجربة؟ ولماذا أثارت كل هذا التفاعل؟
قصة ترند الكركم: من المطبخ إلى البث المباشر
بدأت القصة بمقطع فيديو بسيط، لطفل صغير يقوم بتجربة علمية منزلية باستخدام الكركم والماء وضوء الهاتف المحمول. المشهد بدا كالسحر، حيث تحوّل الماء إلى لون ذهبي ساطع بمجرد إضافة الكركم تحت الضوء.
ومن هنا، انطلقت موجة التفاعل. مئات الفيديوهات التي توثق نفس الخطوات انتشرت خلال أيام، والنتائج لم تكن فقط مبهرة بصريًا، بل كانت أيضًا تجربة ممتعة وآمنة يمكن القيام بها في أي منزل.
ما جعل التجربة أكثر جذبًا هو بساطتها، حيث لا تحتاج إلى مواد معقدة أو أدوات باهظة. كل ما تحتاجه هو:
- كوب ماء شفاف
- مصباح هاتف محمول
- ملعقة صغيرة من الملح
- ملعقة صغيرة من الكركم
- غرفة مظلمة نسبياً
طريقة تنفيذ تجربة ترند الكركم خطوة بخطوة
لمن يرغب في خوض هذه التجربة الشيقة، إليك الطريقة بالتفصيل:
- قم بتشغيل مصباح هاتفك وضعه على الطاولة بحيث يسطع إلى الأعلى.
- ضع كوب الماء الشفاف مباشرة فوق ضوء الهاتف.
- اطفئ إضاءة الغرفة لجعل التأثير البصري أكثر وضوحًا.
- أضف ملعقة صغيرة من الملح إلى الماء وحرّك جيدًا حتى يذوب.
- أضف ملعقة صغيرة من الكركم إلى المزيج، ثم راقب كيف يتحول الكوب إلى مشهد ضوئي يشبه أفلام ديزني.
النتيجة النهائية مبهرة للغاية، حيث يعطي الكركم لونًا متوهجًا بفضل تفاعله مع الضوء وانعكاساته، وهو ما يُشبه المشاهد السحرية التي نراها في المؤثرات البصرية.
@shaymaayounes أنا غلطانة😂😂😂
♬ Main Agar Kahoon (From “Om Shanti Om”) – Sonu Nigam & Shreya Ghoshal & Vishal-Shekhar
لماذا لاقى هذا الترند كل هذا التفاعل؟
يعود النجاح الكبير لترند الكركم إلى عدة عوامل متكاملة:
- سهولة التطبيق: لا يحتاج الأمر إلى أي خبرة علمية، فقط اتباع خطوات بسيطة.
- عنصر الدهشة: رؤية الضوء يتفاعل مع الكركم يمنح إحساسًا سحريًا يشبه عروض الخدع البصرية.
- قابلية المشاركة: التجربة مثالية للتصوير والنشر، وهو ما يعزز من تداولها على مواقع التواصل.
- عنصر العائلة: يمكن للكبار والصغار القيام بها معًا، ما يجعلها نشاطًا أسريًا محببًا.
البعد العلمي: ماذا يحدث في تجربة الكركم؟
على الرغم من بساطة التجربة، إلا أن هناك تفسيرات علمية مثيرة خلفها. فالكركم يحتوي على مادة الكركمين، وهي صبغة طبيعية تتفاعل بقوة مع الضوء. وعند إذابتها في الماء وإضاءتها من الأسفل، تنتشر جزيئات الصبغة بطريقة تسمح بظهور تأثيرات لونية مبهرة.
كما أن وجود الملح في الماء يزيد من انكسار الضوء ويساهم في تعزيز وضوح التوهج الناتج، ما يجعل التجربة ليست مجرد عرض بصري، بل أيضًا فرصة لفهم مبادئ الضوء والانعكاس والانكسار بطريقة بسيطة وممتعة.
بدائل الكركم: تجربة فيتامين B2
ضمن ترند الكركم، بدأ البعض بتجربة مواد أخرى مشابهة لإنتاج نفس التأثير، وكان أبرزها فيتامين B2 (الريبوفلافين)، حيث يُسحق ويُذاب في الماء ليُظهر بريقًا أزرقًا عند تسليط الضوء عليه، بسبب خصائصه الفلورية.
هذه البدائل أثبتت أن الترند ليس فقط للتسلية، بل يمكن أن يكون مقدمة لتجارب علمية منزلية ممتعة، تدمج التعلم بالترفيه، وتمنح الأطفال حب الاكتشاف.
ترند الكركم والتعليم المنزلي
المعلمون وبعض أولياء الأمور التقطوا سريعًا قيمة التجربة، وبدأوا يدمجونها ضمن دروس العلوم والنشاطات التعليمية في المنازل والمدارس. وقد نشر عدد من المدرسين حول العالم مقاطع لطلابهم وهم يشاركون في التجربة خلال حصص الفيزياء أو الكيمياء.
وبهذا، تحوّلت الظاهرة من ترند عابر إلى نشاط تربوي تفاعلي، وهو ما يعكس إمكانية توظيف مواقع التواصل في تعزيز التعليم غير التقليدي.
هل هناك مخاطر من تجربة الكركم؟
عمومًا، تُعد تجربة الكركم آمنة تمامًا طالما تم تنفيذها تحت إشراف بسيط، ولا تُستخدم فيها مصادر حرارة أو مواد كيميائية خطرة. ولكن يُفضل:
- استخدام أكواب بلاستيكية أو زجاجية غير قابلة للكسر.
- الحرص على عدم تسريب الماء فوق الهاتف أو مصدر الضوء.
- عدم ترك الأطفال بمفردهم عند تنفيذ التجربة.
تفاعل المشاهير والمؤثرين مع الترند
عدد كبير من المؤثرين في الوطن العربي وخارجه نشروا مقاطع لتجربة الكركم، وشاركوا جمهورهم ردود أفعال الأطفال، وأحيانًا الحيوانات الأليفة! كما قام البعض بتطوير الفكرة بتصويرها باستخدام كاميرات احترافية، أو إدخال مؤثرات صوتية وضوئية لإضفاء طابع درامي.
في مصر والسعودية والإمارات والمغرب، كان التفاعل مذهلًا، وظهر الترند في صفحات مخصصة للأطفال والتجارب العلمية، وحتى صفحات الطبخ التي استغلّت الكركم للترويج لأفكار جديدة.
أسئلة شائعة حول ترند الكركم
- هل يمكن استخدام بودرة الكاري بدلًا من الكركم؟ – لا يُفضل، لأن الكاري خليط توابل ولا يحتوي على تركيز صبغي كافٍ مثل الكركم النقي.
- هل يمكن استخدام ضوء الشموع أو الفلاش اليدوي؟ – لا يعطي نفس التأثير، أفضل نتيجة تكون باستخدام ضوء LED من الهاتف المحمول.
- هل يمكن تصوير التجربة بكاميرا الهاتف؟ – نعم، والنتائج تكون مذهلة خصوصًا إذا استخدمت وضع التصوير الليلي أو البطء الزمني.
خاتمة: متعة التجربة وبساطة الاكتشاف
ترند الكركم ليس مجرد لعبة ضوئية، بل هو تجربة تفتح أبواب الفضول في عقول الجميع. هو مثال على كيف يمكن لشيء بسيط أن يُلهب الخيال، ويُحول مكونًا من مطبخنا إلى وسيلة للتعلم، والتسلية، والمشاركة.
في زمن ازدحام المحتوى الرقمي، يقدم ترند الكركم درسًا مهمًا: البساطة يمكن أن تصنع الدهشة، والعلم يمكن أن يكون ممتعًا، والإنترنت ليس فقط للترفيه، بل للدهشة أيضًا.