الكويت تودّع الدكتور إبراهيم الحمادي.. وهذا ما تركه خلفه

في صباح هادئ تحوّل إلى موجة من الحزن، تناقل الكويتيون خبرًا لم يكن سهلًا على القلب ولا على الذاكرة: وفاة الدكتور إبراهيم عبدالله الحمادي. هذا الرجل الذي لم يكن يظهر كثيرًا أمام الكاميرات، كان حاضرًا دومًا في تفاصيل حياة الناس، خصوصًا أولئك الذين بلغوا من العمر عتيًّا.

كان خبيرًا في الطب، لكنه أبرع في الإنسانية. وكان مسؤولًا إداريًا، لكن حضوره الإنساني سبق أي منصب. رحل الدكتور الحمادي يوم الجمعة، تاركًا وراءه أثرًا لا يُنسى في وجدان الكويتيين، خاصة من عايشوا خدماته، أو سمعوا بحكاياته في ممرات المستشفيات والمراكز الصحية.

معلومات عن الدكتور إبراهيم الحمادي ويكيبيديا

إبراهيم عبدالله عيسى الحمادي، طبيب وإداري كويتي، ترأس إدارة خدمات كبار السن في وزارة الصحة، واشتهر بمشاريعه النوعية التي لامست احتياجات المسنين، وخلقت نموذجًا محترفًا للرعاية الصحية في الكويت.

عمله لم يكن تقليديًا. لم يكن مديرًا جالسًا خلف مكتب، بل كان حاضرًا في كل حالة، يتابع، يقيّم، يزور المنازل، يبتكر حلولًا ميدانية، يفتح أبوابًا أمام المرضى، وينصت أكثر مما يتحدث.

تفاصيل وفاة الدكتور إبراهيم الحمادي

في 13 يونيو / حزيران 2025، أُعلن عن وفاة الدكتور إبراهيم الحمادي أثناء تلقيه العلاج في الخارج. لم تُعلن وزارة الصحة عن طبيعة المرض بدقة، لكن منشورات على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أكدت أنه كان يواجه أزمة صحية استدعت سفره لتلقي الرعاية الطبية المتقدمة.

كان صراعه مع المرض طويلًا لكنه صامتًا. لم يتحدث عنه، ولم يطلب شفقة، بل واصل أداء واجباته حتى آخر لحظة، بشجاعة تُدرّس، وعزيمة نادرة.

رحيل الطبيب الذي أحبته الكويت

لم يكن وداع الدكتور إبراهيم الحمادي لحظة عابرة في سجل وفيات الأطباء، بل كان حدثًا فاصلًا في ذاكرة الناس. ذلك لأنه لم يكن مجرد طبيب، بل كان يمثل فئة نادرة من المسؤولين الذين يرون في العمل الصحي رسالة، لا وظيفة.

التغريدات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في يوم وفاته لم تكن مجاملات، بل شهادات حيّة من مرضى، وممرضين، وأطباء شباب، وأسر كويتية. كلهم تحدّثوا عن د. إبراهيم الإنسان قبل كل شيء.

السيرة الذاتية للدكتور إبراهيم الحمادي

التفاصيل الكاملة
اسمه كاملاً إبراهيم عبدالله عيسى الحمادي
العمل مدير إدارة خدمات كبار السن بوزارة الصحة الكويتية
الاختصاص طب رعاية المسنين وإدارة الخدمات الصحية
الصفات الشخصية هادئ، متواضع، حاسم، محب للخير
مكان الوفاة خارج الأراضي الكويتية
تاريخ الوفاة 13/ 6/ 2025
سبب الوفاة مرض عضال لم يُعلن عن تفاصيله رسميًا

مرض الدكتور إبراهيم الحمادي الحقيقي

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تُنشر تفاصيل دقيقة عن المرض الذي ألم بالدكتور الحمادي. ما هو معروف فقط أنه دخل في مرحلة علاجية دقيقة خارج الكويت، وسط تكتم واحترام من عائلته، الذين فضّلوا الخصوصية على تسليط الضوء.

وتُشير مصادر إلى أن وضعه الصحي كان متدهورًا في الأسابيع الأخيرة، ورغم ذلك، لم يتوقف عن التواصل مع فريقه في الوزارة، وكان يتابع التحديثات ويتفاعل معهم حتى من سريره في المستشفى.

ردود الفعل على وفاته.. حزن رسمي وشعبي واسع

نشرت الجمعية الطبية الكويتية نعيًا رسميًا جاء فيه: “تنعى الجمعية الدكتور إبراهيم الحمادي، أحد أبرز أعمدة الطب الإنساني في الكويت، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته”.

أما وزارة الصحة، فقد أصدرت بيانًا مقتضبًا أعلنت فيه الحداد داخل إدارة كبار السن، وأكدت أن الفقيد كان نموذجًا للقيادة الطبية المسؤولة، التي تضع مصلحة الإنسان قبل أي شيء.

إرثه في رعاية كبار السن

ما يُحسب للدكتور الحمادي ليس فقط عدد المرضى الذين أشرف على علاجهم، بل النظام الذي وضعه لخدمة كبار السن. فقد أنشأ فرق تدخل منزلي، وربط مراكز الرعاية بشبكات أهلية تطوعية، وأشرف على إطلاق تطبيق إلكتروني يُتيح للأسر الكويتية متابعة حالة آبائهم الصحيّة.

كما كان وراء مشروع “رفقة”، وهو مبادرة غير مسبوقة تربط الأطباء بالمسنين عبر زيارات دورية وجلسات استشارية، لتقليص عدد الحالات الطارئة، وتحسين جودة الحياة.

المجتمع يودّع “الطبيب الإنسان”

ما يجمع عليه الجميع أن الدكتور الحمادي لم يكن موظفًا، بل صاحب رسالة. رحل كما يعيش العظماء: بهدوء، دون ضجيج، لكن بقلوب تمتلئ حزنًا عليه.

شهادات الناس عنه كانت صادقة وعفوية: “لم يسأل يومًا عن اللقب، بل عن الألم”، “كان يبتسم قبل أن يكتب الدواء”، “إنه طبيب، لكنه أقرب للملاك”.

مراسم التشييع والدفن

من المقرر أن يُنقل جثمان الدكتور إبراهيم الحمادي إلى الكويت، حيث ستُقام صلاة الجنازة بعد وصوله، بحضور عائلته ووفد رسمي من وزارة الصحة، إضافة إلى زملائه وأصدقائه. وستُفتح مجالس العزاء في أكثر من منطقة، تعبيرًا عن مكانته في قلوب الجميع.

وداعًا يا من كنت ملاذًا للضعفاء

اليوم لا نكتب عن رجل توفي، بل عن تجربة اكتملت. عن طبيب آمن بأن المهنة ليست علاجًا فقط، بل كرامة للإنسان. عن مسؤول لم تفسده المناصب، بل زادته تواضعًا.

وداعًا يا دكتور إبراهيم، رحلت وأنت تحمل سجلاً ناصعًا من الخدمة والاحترام. سيبقى اسمك حيًّا في كل بيت شعر فيه مسنّ باهتمام، وفي كل ممر مشفى حمل بصمتك.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

عمر يوسف

كاتب متمرس يتمتع بخبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام. يتميز بأسلوبه السلس والمباشر الذي يسهل على القارئ استيعاب المعلومات المعقدة. يتمتع بحس إخباري قوي يجعله قادرًا على تحديد أهم الأحداث وتغطيتها بعمق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !