خالد بن عبدالله الحارثي ويكيبيديا السيرة الذاتية.. الوجه الإنساني للنادي الأهلي

من هو خالد الحارثي ويكيبيديا؟.. سيرة رجل خلف الكواليس

خالد الحارثي هو عضو إدارة العلاقات العامة في النادي الأهلي السعودي. رجل ظل لسنوات طويلة خلف الكواليس، يربط بين الجمهور والإدارة، ينظم، ينسق، يتابع، دون أن يسعى للظهور. ولد في المملكة العربية السعودية، ويحمل الجنسية السعودية، ومتزوج وله أبناء. عُرف بحسن خلقه وحبه للعمل، وكان محبوبًا من الجميع.

شغل منصبه في ظروف متعددة، وتعامل مع إدارات مختلفة داخل النادي، لكنه حافظ على ثباته ومكانته، لما يتمتع به من صدق وشفافية وتفانٍ في أداء المهام.

تفاصيل اللحظات الأخيرة.. وسبب وفاة خالد بن عبدالله الحارثي

توفي خالد الحارثي يوم الجمعة 13 يونيو/ حزيران 2025، بعد أن اشتد عليه المرض الذي رافقه خلال الأشهر الماضية. وقد خاض رحلة طويلة من العلاج، لم يُفصح عنها كثيرًا، لكنه استمر في ممارسة عمله حتى اللحظة التي اضطر فيها للانسحاب بصمت.

وبحسب مصادر مقربة، فإن المرض لم يكن عائقًا أمام أدائه، بل زاده قوة وإيمانًا، واستمر في تقديم كل ما يستطيع رغم الألم، حتى أغلقت صفحة حياته بوفاة هادئة، سبقتها معاناة صامتة.

ما لا يعرفه الجمهور عن خالد الحارثي

اللافت في سيرة خالد الحارثي أنه لم يكن فقط إداريًا تقليديًا، بل كان محبًا لرياضة كرة القدم منذ طفولته، ويتابع كل تفاصيلها، ويحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة تخص النادي الأهلي. وكان يُعرف عنه ولاؤه المطلق للنادي، حتى إنه كان أول الحاضرين وأحيانًا آخر المغادرين في كل فعالية.

أدار العديد من المناسبات والمبادرات داخل النادي، وكان مسؤولًا عن التنسيق الإعلامي والعلاقات مع وسائل الإعلام والجماهير. وإذا كان هنالك من جلس في المدرجات أو على طاولة حوار وشعر براحة واحتواء، فربما كان ذلك بفضل حضوره واحترافيته.

تأثيره على النادي الأهلي.. والوسط الرياضي

ربما لم تُنقل كاميرات التلفاز حديثًا لخالد الحارثي، لكن من تحدثوا عنه بعد وفاته رسموا له صورة تفوق كل اللقطات المصوّرة. لاعبون، إداريون، جماهير، إعلاميون، كلهم أجمعوا على طيبته وتواضعه.

كتب أحد اللاعبين المخضرمين: “كان من أول من استقبلني في النادي قبل سنوات، بابتسامة صادقة وكلمة طيبة، لا تُنسى”. أما أحد الصحفيين فقال: “كنت ألجأ إليه كلما تعقد موقف.. فيرد بحل، لا بتعقيد. كان الإنسان قبل أن يكون المسؤول”.

الردود الشعبية والرسمية بعد إعلان الوفاة

أحدث نبأ وفاة خالد بن عبدالله الحارثي موجة من ردود الفعل في المجتمع الرياضي. فقد نعته إدارة النادي الأهلي بعبارات حزينة ومؤثرة، وأعلنت الحداد داخل الإدارات، ووقفت دقيقة صمت على روحه في إحدى الحصص التدريبية.

كما قدمت أندية سعودية تعازيها في الفقيد، مؤكدين على أنه كان مثالًا في التواصل المحترم، والحضور الإيجابي، والإنسانية العالية. وقدّم مسؤولون في وزارة الرياضة تعازيهم لأسرة الفقيد والنادي.

مراسم التشييع والعزاء

أقيمت صلاة الجنازة على الفقيد بعد صلاة الجمعة في أحد الجوامع الكبرى بجدة، وسط حضور واسع من الرياضيين والإعلاميين وأصدقائه وأفراد عائلته. وكانت لحظات الوداع مؤثرة بشكل كبير، إذ لم يتمالك العديد من زملائه دموعهم، وهو يُحمل على الأكتاف إلى مثواه الأخير.

وقد تم الإعلان عن مجلس عزاء رسمي في جدة للعامة، فيما فضل بعض أفراد العائلة أن يكون العزاء في نطاق ضيق حفاظًا على الخصوصية.

الإرث المعنوي.. خالد الذي لن يُنسى

ما يتركه الإنسان بعد وفاته ليس منصبًا ولا بيانًا صحفيًا، بل الأثر. وخالد بن عبدالله الحارثي ترك الأثر الطيب في كل من عرفه. كان صوته منخفضًا، لكن أثره كان مرتفعًا في القلوب. لم يكن بحاجة إلى منصة إعلامية ليظهر، لأنه كان حاضرًا في ضمائر من حوله.

اليوم، تكتب الجماهير اسمه بدموعها، ويذكره الإعلام بامتنان، ويودعه النادي الأهلي بوفاء، ويبقى أثره شاهدًا على زمن لم يكن فيه الضوء مقياسًا للحضور.

اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة

ندعو الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجعل مثواه الجنة، وأن يربط على قلوب أهله ومحبيه وزملائه الذين تألموا بفقده، وأن يظل ذكراه حيّة في نفوس من عرفوه وشاركوه دروب العمل والمواقف.