تفاصيل وفاة الدكتور فارس بن يوسف المحيميد.. سيرة طبية وإنسانية لا تُنسى

في التاسع من يونيو/ حزيران 2025، خيّم الحزن على قلوب الكثيرين بعد الإعلان عن وفاة الدكتور فارس بن يوسف المحيميد، الرجل الذي عرفه أصدقاؤه ومحبيه بطيب القلب، والتفاني في العمل، والتواضع الذي كان يكسو ملامحه في كل موقف. جاء الخبر ليُحزن الأهل والأصدقاء والطلاب والمرضى الذين عرفوه أو سمعوا عنه، بعد صراع طويل مع المرض أنهكه وأثقل جسده، لكنه لم يغيّر نقاء قلبه أو عزيمته في الحياة.

اليوم، لا نرثي فارس المحيميد فحسب، بل نحتفي بذكراه، ونستعرض مسيرته الحافلة التي زرع فيها المحبة في القلوب، وأثرى بها مجتمعه علمًا وإنسانية.

من هو فارس بن يوسف المحيميد ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

فارس بن يوسف المحيميد هو طبيب وأكاديمي سعودي من منطقة القصيم، عُرف بدماثة أخلاقه وسعة علمه وتواضعه الجم. نشأ في بيئة محافظة اهتمت بالعلم والعمل، وتدرج في المراحل التعليمية حتى حصل على شهادة الدكتوراه في مجاله الطبي، ليبدأ بعدها رحلة طويلة من العطاء المهني والإنساني.

لم يكن فارس مجرد طبيب في عيادته، بل كان صاحب كلمة مؤثرة في مؤتمرات الطب، ومدرّسًا ملهِمًا في القاعات الدراسية، وصديقًا محبًا لكل من عرفه. شخصيته الهادئة، وتواضعه، جعلاه محبوبًا بين زملائه وطلابه ومرضاه.

مسيرة مهنية حافلة بالنجاحات

عمل الدكتور فارس المحيميد في عدد من المؤسسات الطبية والجامعية، وشغل مناصب عدة كان فيها نموذجًا للقيادة الهادئة الحكيمة. وكان ممن يؤمنون أن “الطبيب الحقيقي لا يداوي الأجساد فقط، بل القلوب أيضًا”.

شارك في مؤتمرات محلية ودولية، وله مساهمات بحثية معروفة في مجاله، إضافة إلى إشرافه على رسائل علمية لطلاب الطب، وهو ما جعله مرجعًا أكاديميًا معروفًا داخل وخارج المملكة.

الجانب الإنساني من حياته

ما يميز الدكتور فارس بن يوسف المحيميد عن غيره من الأطباء، هو بُعده الإنساني العميق. فقد عُرف بمبادرته لمساعدة المرضى المحتاجين، ودعمه لمبادرات صحية تطوعية في مناطق نائية، وكان يُشرف بنفسه على حملات توعية صحية تهدف إلى تحسين الوعي المجتمعي.

قال عنه أحد زملائه: “لم يكن يترك أي مريض يخرج من عيادته دون أن يشعر أن هناك من يهتم به بصدق”.

رحلة المرض والصبر

بدأت معاناة الدكتور فارس المحيميد مع المرض منذ سنوات، وتحديدًا مع إصابته بمرض عضال تطلّب علاجًا طويل الأمد، وجلسات مستمرة من الرعاية الصحية. ورغم صعوبة المراحل التي مرّ بها، إلا أنه ظلّ مثالًا على الصبر والرضا.

لم يشتكِ، ولم يتوقف عن ممارسة دوره الأكاديمي والطبي إلا حين اشتد عليه الألم في الأشهر الأخيرة. وقد نُقل أكثر من مرة إلى مراكز علاجية متخصصة داخل المملكة، حتى أعلن عن وفاته يوم الاثنين 9 يونيو 2025، عن عمر يناهز 58 عامًا.

ردود فعل حزينة وموجعة

فور الإعلان عن الوفاة، تحوّلت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة نعي كبيرة، حيث عبّر أصدقاؤه وطلابه ومحبيه عن حزنهم العميق. وكتب كثير منهم رسائل وداع مؤثرة، استذكروا فيها مواقف إنسانية لا تُنسى مع الفقيد.

أحدهم كتب: “وداعًا فارس.. ما رأيناك إلا باسما، وما سمعناك إلا حكيمًا. خسرتك القلوب قبل الأماكن.”

وقال طالب سابق له: “علّمني أستاذي أن أكون إنسانًا قبل أن أكون طبيبًا. رحمك الله كما رحم عبادك.”

التشييع والصلاة والدعاء

أُعلن عن الصلاة على الدكتور فارس المحيميد عصر يوم الثلاثاء في جامع الملك خالد بمدينة الرياض، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة شمال العاصمة. وقد حضر جنازته عدد كبير من زملائه ومحبيه، في مشهد مهيب غلب عليه التأثر والدعاء.

وطلبت عائلته من كل من عرفه الدعاء له، وتذكّره بخير، وتقديم الصدقات الجارية عن روحه.

أعمال خيرية تحمل اسمه

بدأ عدد من محبيه وأصدقائه بتأسيس مبادرات خيرية تحمل اسم فارس بن يوسف المحيميد، لتخليد ذكراه عبر إنشاء مركز صحي تطوعي في القصيم، أو إطلاق برنامج توعوي رقمي يُعنى بالتثقيف الصحي للمجتمعات الريفية.

وقد لاقت الفكرة ترحيبًا واسعًا، خاصة من طلابه الذين تعهدوا بإكمال ما بدأه من مشاريع علمية وإنسانية.

كلمة وداع.. رجل رحل جسدًا وبقي أثرًا

رحيل فارس بن يوسف المحيميد ليس مجرد خبر وفاة، بل قصة عن رجل عاش كريمًا، علّم وطبّب وخدم وأحبّ، حتى اختاره الله إلى جواره. كانت حياته لوحة من الصدق، والصبر، والبذل في سبيل الخير. واليوم، وإن غاب جسده، يبقى اسمه محفورًا في صفحات العطاء والرحمة.

اللهم ارحمه، واغفر له، وبارك في عمله، وخلّد ذكره الطيب في الدنيا، وألحقه برحمته في الآخرة.

رقية أحمد

كاتبة شابة واعدة، تتميز بنظرتها الثاقبة وحسها الفني المرهف. تمتلك قدرة فائقة على صياغة الكلمات وتحويلها إلى لوحات فنية تعكس الواقع وتلامس وجدان القارئ. تتناول رقية في كتاباتها قضايا متنوعة، من الحياة اليومية والتجارب الشخصية إلى القضايا الاجتماعية والثقافية الملحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !