من هو فادي صقر ويكيبيديا السيرة الذاتية: من قائد حرب إلى جزء من “لجنة السلم الأهلي”
ظهر اسم فادي صقر مجدّداً في وسائل الإعلام السورية والعربية، بعد غياب كان ظنّه البعض بداية لإغلاق ملفه العسكري الأسود. كان الرجل أحد أبرز قيادات أجهزة “الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد، ويعتبره كثير من السوريين أحد رموز القمع والتعذيب.
في ما يلي تحليل تفصيلي وموسع في السير الذاتية، مراحل تطوّره، آثار العقوبات، رأي المجتمع، واستشراف مستقبله السياسي في سوريا ما بعد سقوط النظام.
من هو فادي صقر ويكيبيديا السيرة الذاتية والمسيرة العسكرية
يشغل فادي صقر تاريخًا غير واضح في بداياته، لكن المؤكد أنه ارتبط بالعمل العسكري خلال الحرب السورية، وتم تعيينه عام 2012 قائداً لفصيل تابع لـ”الدفاع الوطني” بمحافظة دمشق.
لاحقًا شُغّل في قيادة الدفاع الوطني على مستوى البلاد، ما جعله شخصيةً مركزية في عمليات الحصار، القصف، والاعتقالات داخل مناطق المعارضة.
اتهامات بالجرائم والانتهاكات
قادت جماعات حقوقية، من بينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اتهامات مباشرة لفادي صقر بعمليات تعذيب وإعدام خارج القانون في سجون الدفاع الوطني، لا سيما في ريف دمشق.
كما اتّهم بالتورط في مجزرة حي التضامن عام 2013، ما وفر له لقب “سفّاح سوريا”، وفق ناشطين وحقوقيين.
عقوبات الولايات المتحدة
في عام 2012، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، عبر OFAC، اسم فادي صقر ضمن قائمة الشخصيات الخاضعة للعقوبات الأمريكية (SDN List) بسبب دوره في “منع وقف إطلاق النار والمساهمة بجرائم حرب”.
العقوبات تشمل تجميد أي أصول له داخل الولايات المتحدة وحظر تعامل الأمريكيين معه.
غياب وظهور علني جديد
رغم العقوبات وما تناقلته وسائل الإعلام، بقي صقر يتنقّل بحرية داخل سوريا ولا توجد دلائل على اعتقاله.
أواخر مايو – أوائل يونيو 2025، حضر عزاءًا في حي “التضامن”، ضمن “مجلس وجهاء عش الورور”، إلى جانب محافظ دمشق ماهر مروان ورئيس لجنة السلم الأهلي، حسن صوفان.
ردود فعل واسعة
ظهوره أثار موجة غضب عارمة، خصوصًا من أرباب أسر الضحايا والمعتقلين السابقين، الذين وصفوا مشاركته بأنها “إهانة لدماء الشهداء” وإشارة إلى إفلاته من العقاب.
حتى “مجلس وجهاء عش الورور” برّر وجوده بأنه حضر “بصفته محاميًا”، وهو ما اعتبره كثيرون تهرّبًا سخيفًا من المحاسبة.
ادعاء المصالحة الوطنية ودور لجنة السلم الأهلي
يدّعي صقر أنه جزء من “لجان السلم الأهلي”، مبادرًا لتوحيد المجتمع وتجاوز آثار الحرب. لكنه في الواقع يستفيد من رغبة المجتمع بإعادة بناء نسيجه الاجتماعي، خصوصًا بعد سقوط النظام.
الأسئلة الشائعة
من هو فادي صقر؟ وما المناصب التي شغلها؟
قائد سابق في “الدفاع الوطني” السورية، تولى قيادة فصيل بدا في دمشق (2012)، وخلالها طوّر منصبه إلى نطاق وطني.
هل صدّقت عليه أمريكا عقوبات؟
نعم، في 2012 أدرجته وزارة الخزانة داخل قائمة SDN الأمريكية لعلاقته بجرائم حرب ومنع وقف إطلاق النار .
ما هو التورط في “مجزرة التضامن”؟
يتهم بأنه أشرف بنفسه أو ضمن قيادته على عمليات مداهمة حي التضامن، والتي أسفرت عن مئات القتلى والمعتقلين بينهم مدنيون عزل.
كيف يبرّر نفسه اليوم؟
يتحدث عن نفسه كـ”محامي” في لجان السلم الأهلي ومبادرات المصالحة، ويظهر في مناسبات رسمية مثل مجلس العزاء في التضامن.
ما الجدل حول ظهوره؟
المجتمع يرى ظهور شخص متّهم بجرائم حرب ومعتقلين سابقين إلى جانبه—حتى رسمياً—كواقعة خطيرة تمثل إفلاتاً من العقاب.
تحليل ونظرة مستقبلية
في ظل الانهيار المفاجئ لنظام الأسد “ديسمبر 2024”، وجد صقر—مثل غيره—فرصة لإعادة تموضع سياسي تحت ستار “السلم الأهلي”
لكن المجتمع لا يزال يحاسب على ما قبل هذا السلم، ولا ينفصل عن القضايا الحقوقية؛ ولا يمكن لفادي نفض يده من الدماء التي رافقت مسيرته.
قد يكون ظهوره محاولة لإعادة اعتباره محليًا، وتحدي الرسالة الدولية، لكن دون إجراء رسمي بحقه، سيصطدم برد فعل مجتمعي قوي.
ختامية: هل انتهى زمن اللاعقاب؟
يعيش صقر الآن خلف ستار “القانون المدني” ولجان المصالحة، لكنه أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية، في بلد يحاول تجاوز مرحلة الإفلات من العقاب.
البقية في يد السوريين والمجتمع الدولي، لإما فتح ملفات الجرائم ومحاكمتها أو تأبيد نظام جديد من اللا محاسبة.