تفاصيل اعتقال محمد أميد باجو العقل المدبر لاختطاف مستثمري العملات الرقمية

في عصر باتت فيه الجريمة تتجاوز الحدود وتتسلل عبر الشاشات، تصدّر اسم محمد أميد باجو عناوين الأخبار كواحد من أخطر المطلوبين دوليًا، إثر تورطه في سلسلة من عمليات الاختطاف والابتزاز ذات الصلة بسوق العملات الرقمية في فرنسا. وقد أعادت حادثة القبض عليه في طنجة المغربية بتاريخ 4 يونيو 2025، تسليط الضوء على تحديات الأمن السيبراني ومخاطر التقنية الحديثة في أيدي الجريمة المنظمة.

ما هي جنسية محمد أميد باجو ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

ولد محمد أميد باجو عام 2000، ويحمل الجنسية الفرنسية والمغربية، وهو ما جعله يتنقل بسهولة بين الضفتين الأوروبية والمغاربية، متخفياً بهويات مزورة ومخططات دقيقة، قبل أن ينتهي به المطاف خلف القضبان.

كيف نشأ محمد أميد باجو؟

نشأ باجو في أحد الأحياء ذات الطابع الاجتماعي المعقد في العاصمة الفرنسية باريس. ووفقًا لمصادر أمنية فرنسية، فقد بدأ نشاطه الإجرامي في سن مبكرة، مستخدمًا أسماء مستعارة وتنقلات ذكية لتفادي أعين السلطات. ويُعتقد أنه استفاد من بيئة مشبعة بالمشاكل الاجتماعية ليؤسس لاحقًا شبكة إجرامية معقدة عابرة للحدود.

التهم الموجهة إلى محمد أميد باجو

بحسب تقارير رسمية فرنسية ومغربية، يواجه محمد أميد باجو قائمة طويلة من التهم، أبرزها:

  • اختطاف مستثمرين في العملات الرقمية.
  • الابتزاز باستخدام مفاتيح رقمية لمحافظ العملات المشفرة.
  • تكوين شبكة إجرامية منظمة.
  • استخدام وثائق مزورة.
  • حيازة أسلحة بدون ترخيص.

ومن بين الضحايا، رجل الأعمال الفرنسي “ديفيد بالاند”، أحد مؤسسي شركة “ليدجر”، والذي اختُطف وتم تعذيبه حتى سلّم رموز دخول محفظته الرقمية.

تفاصيل اختطاف ديفيد بالاند: الجريمة الرقمية المتقنة

في حادثة هزّت أوساط المال والتقنية في باريس، جرى اختطاف رجل الأعمال ديفيد بالاند على يد شبكة يقودها باجو. ووفق صحيفة Le Parisien، فقد تم استدراج بالاند إلى شقة سكنية عبر هوية مزيفة، ثم تعرض للضرب والتعذيب حتى أفشى بكلمات السر الخاصة بمحفظته الرقمية التي تحوي أصولًا بملايين اليوروهات.

محاولات فاشلة أخرى للاختطاف

لم يكن ديفيد بالاند الضحية الوحيدة. فقد كشفت التحقيقات عن محاولة لاختطاف ابنة أحد مديري شركة Paymium، المختصة بتداول العملات الرقمية. إلا أن يقظة الأجهزة الأمنية أحبطت تلك المحاولة قبل تنفيذها.

أساليب باجو في التخفي والتمويه

محمد أميد باجو لم يكن مجرمًا تقليديًا. بل كان يستعين بأساليب متطورة تشمل:

  • استخدام هويات مزورة.
  • التنكر بملابس عادية أو أزياء رسمية.
  • إنشاء حسابات إلكترونية وهمية لرصد الضحايا.
  • تغيير أماكن الإقامة بشكل دوري.

القبض على محمد أميد باجو في طنجة

في عملية نوعية، تمكنت الشرطة المغربية من توقيف باجو في مدينة طنجة. جاء ذلك بعد صدور مذكرة توقيف دولية من الإنتربول، ومراقبة دقيقة لتحركاته داخل المدينة.

وأثناء توقيفه، تم العثور بحوزته على:

  • أكثر من 4 هواتف نقالة مشفرة.
  • أسلحة بيضاء.
  • وثائق مزورة.
  • أجهزة إلكترونية تستخدم في تعقب وتحليل البيانات.

لماذا لم يُسلم محمد باجو إلى فرنسا؟

نظرًا لحمله الجنسية المغربية، قررت السلطات المغربية محاكمته داخل المغرب، وفقًا للقانون المحلي، والذي يمنحها الحق في محاكمة مواطنيها على جرائم ارتُكبت خارج البلاد إذا كانت تمس أمن دولة أخرى متحالفة.

موقف وزارة العدل المغربية

أكدت وزارة العدل أن القضية تُتابع على أعلى مستوى، وأن التهم الموجهة لباجو تشمل:

  • الاختطاف والاحتجاز القسري.
  • الابتزاز الرقمي والتهديد.
  • التحايل باستعمال مستندات مزورة.
  • خرق قوانين التهريب الإلكتروني.

الرأي العام الأوروبي والرقابة القضائية

أثار اعتقال باجو في المغرب موجة اهتمام إعلامي واسع في فرنسا، حيث دعا عدد من النواب إلى مراجعة أنظمة حماية المستثمرين الرقميين، خصوصًا أن سوق العملات الرقمية بات عرضة لمخاطر أمنية متزايدة.

وطالبت منظمات أوروبية، منها “CryptoDefend”، بتشديد الرقابة على تداول العملات المشفرة والتعاون مع دول الجنوب لتسليم المطلوبين الخطيرين.

هل محمد أميد باجو هو أول حالة من هذا النوع؟

بالتأكيد لا. لكن ما يميّز حالة باجو هو:

  • دمج الوسائل الرقمية مع العنف المادي.
  • تعقيد شبكته الإجرامية.
  • الذكاء في التنكر والتنقل.
  • قدرة تمويل عالية لدعم عملياته.

ما مصير الأموال الرقمية التي سُرقت؟

أعلنت النيابة الفرنسية أنها تتبع حاليًا آثار التحويلات التي جرت من محافظ الضحايا. كما أن الأجهزة الأمنية تعكف على استعادة هذه الأموال عبر تتبع سلاسل البلوكتشين، رغم صعوبة ذلك.

سؤال وجواب

هل تم إصدار حكم على باجو حتى الآن؟
لا، ما زال قيد التحقيق داخل المغرب.

هل سيتم تسليمه لفرنسا؟
غير مرجح في الوقت القريب، بسبب الجنسية المغربية.

ما عدد ضحاياه المحتملين؟
وفق تقديرات أولية، أكثر من 7 حالات موثقة، وقد يكون الرقم أكبر.

خاتمة: هل ينتهي ملف باجو هنا؟
قضية محمد أميد باجو ليست مجرد جريمة عادية، بل تُعد نموذجًا صارخًا لتحول الجريمة في العالم الرقمي، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع النوايا الإجرامية لتنتج تهديدًا غير مسبوق لأمن الأفراد والشركات.

وفي انتظار محاكمته، يواصل الرأي العام تتبع مجريات التحقيق، وسط دعوات بتحديث قوانين الأمن السيبراني وحماية الأصول الرقمية.

منى الشريف

كاتبة متعددة المواهب، تمتلك قدرة استثنائية على الغوص في أعماق المعرفة واستكشاف مختلف جوانب الحياة. تتميز بأسلوبها السلس والمشوق، وقدرتها على تبسيط المفاهيم المعقدة وتقديمها للقارئ العربي بأسلوب سهل الفهم. تغطي منى طيفًا واسعًا من المواضيع، بدءًا من القضايا الاجتماعية والسياسية وصولًا إلى العلوم والتكنولوجيا والفنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !