تيك توكر أم سجدة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها بسبب فيديو في الطالبية
في واقعة جديدة تسلط الضوء على الوجه الآخر المظلم لـ منصات التواصل الاجتماعي، تقدمت التيك توكر المصرية الشهيرة بـ”أم سجدة” ببلاغ رسمي تتهم فيه صانع محتوى معروفًا بالاعتداء عليها ضربًا في منطقة الطالبية بمحافظة الجيزة.
الخلاف المشتعل كان سببه – حسب روايتها – تصوير مقطع فيديو، تحول لاحقًا إلى مشادة كلامية وتطور لاعتداء جسدي، الأمر الذي استدعى تدخل الشرطة وفتح تحقيق رسمي.
بداية الواقعة: تيك توكر أم سجدة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها
أم سجدة، واسمها الحقيقي الذي لم يُفصح عنه رسميًا حتى الآن، واحدة من الوجوه المعروفة على تطبيق “تيك توك”، يتابعها الآلاف، وتشتهر بمقاطع ترفيهية وساخرة تجذب تفاعلًا واسعًا. وقد توجهت إلى قسم شرطة الطالبية لتحرير محضر رسمي ضد شاب قالت إنه صانع محتوى يقيم بنفس المنطقة، واتهمته صراحة بالاعتداء عليها جسديًا بعد خلاف نشب أثناء تحضير فيديو مشترك بينهما.
وبحسب البلاغ، تطور النقاش الحاد بين الطرفين إلى دفع وتلاسن، قبل أن يتصاعد الحدث بتعرضها، على حد تعبيرها، لضرب مباشر، نتج عنه إصابات استلزمت فحصًا طبيًا لاحقًا.
تحرك رسمي فوري
السلطات لم تتأخر في التعامل مع البلاغ. حيث تم تحرير محضر رسمي، وبدأت الجهات المعنية في جمع التحريات وسماع أقوال الشهود، إضافة إلى مراجعة كاميرات المراقبة القريبة من مكان الحادثة. وأحيلت الواقعة إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات الأولية مع الطرفين، في محاولة لتحديد المسؤوليات ومعرفة الملابسات الدقيقة.
خلفية صناع المحتوى وخلافات ما وراء الكواليس
لم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها، فقد شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الخلافات بين مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل عدم وجود تنظيم قانوني واضح لطبيعة العلاقة بينهم، أو اتفاقات مكتوبة تنظم التعاون المشترك في المحتوى.
في حالة “أم سجدة”، لم يتضح ما إذا كان هناك اتفاق مسبق بينها وبين المتهم لتصوير الفيديو، أو ما إذا كانت المبادرة شخصية وتفتقر للضوابط. إلا أن الحادثة تعيد إلى الأذهان عدة حوادث مشابهة حدثت خلال الشهور الماضية، حيث تحول التعاون الرقمي إلى ساحة صراع في أرض الواقع.
تفاعل الجمهور وردود الفعل
جاءت ردود الفعل على الحادثة متباينة. بين من اعتبر أن “التيك توك” ومنصات التواصل باتت ساحة فوضى تفتقر للمهنية، إلى من دافع عن “أم سجدة” وندد بما تعرضت له، داعيًا إلى محاسبة الجاني ووضع ضوابط قانونية تحمي المؤثرين والمؤثرات، خصوصًا النساء.
الجمهور انقسم أيضًا حول شخصية “أم سجدة”، إذ يرى البعض أنها تبحث عن الإثارة والضجيج الإعلامي لكسب متابعين جدد، بينما يرى آخرون أنها ضحية تصرف عنيف يجب ألا يمر مرور الكرام.
القوانين المنظمة لمثل هذه الحالات
من الناحية القانونية، يخضع الاعتداء الجسدي لقوانين العقوبات العامة في مصر، والتي تجرّم الضرب وتفرض عليه عقوبات قد تصل إلى الحبس أو الغرامة بحسب حجم الإصابة. وإذا أثبتت التحقيقات حدوث الاعتداء كما ورد في البلاغ، فقد يواجه المتهم تهمًا جنائية يعاقب عليها القانون المصري.
أما بالنسبة للنشر أو تصوير فيديوهات دون موافقة واضحة أو في بيئات غير آمنة، فلا تزال القوانين المصرية تفتقر لنصوص مباشرة تعالج هذا الواقع الجديد لصناعة المحتوى، ما يفتح الباب لمثل هذه النزاعات والتجاوزات.
تأثير الواقعة على سمعة صناع المحتوى
أثرت هذه الحادثة سلبًا على صورة صناع المحتوى عمومًا، وخصوصًا الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمي “تيك توك”. فبدلًا من أن تكون المنصة فضاء للإبداع والتفاعل البناء، تحولت في نظر البعض إلى حلبة للمشاحنات والانفعالات غير المحسوبة.
الكثير من الأصوات طالبت بضرورة إنشاء اتحاد أو نقابة رسمية للمؤثرين، تُلزم الأعضاء بسلوك مهني واضح، وتمنحهم حماية قانونية وتنظيمًا حقيقيًا لمسيرتهم.
أم سجدة .. من هي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
رغم أنها لم تبدأ شهرتها من زمن طويل، إلا أن “أم سجدة” باتت إحدى الوجوه المعروفة في الوسط الرقمي المصري. تعتمد في محتواها على الطابع التهكمي والساخر، وتظهر غالبًا وهي ترتدي عباءة سوداء، مع طريقة أداء عفوية وكلمات دارجة جعلتها قريبة من جمهور الطبقة الشعبية. لقبت نفسها بـ”أم الفواتيح”، وسبق أن أعلنت نيتها دخول مجال التمثيل، وشاركت بالفعل في بعض الفيديوهات القصيرة والظهور في قنوات يوتيوب شهيرة.
مستقبل الواقعة.. إلى أين؟
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا تزال النيابة العامة تحقق في الواقعة، في حين لم يصدر بيان رسمي من المتهم أو محاميه. ومن المتوقع أن يتم استدعاء شهود جدد في الأيام القادمة، مع إمكانية الإحالة إلى المحاكمة إذا ثبتت التهم.
وبغض النظر عن النهاية القانونية، فقد فتحت هذه الحادثة نقاشًا واسعًا في المجتمع المصري حول الأخلاقيات الرقمية، وأهمية التوعية بمخاطر سوء استخدام المنصات، خاصة من قبل المراهقين والشباب.