سبب وفاة المصور شيخو بجبل الأبايتور في السودان (الصحفي الشيخ السماني).. رحلة المصور الذي جعل من الكاميرا سلاحًا
في مشهد مأساوي جديد يعكس مرارة الواقع الإعلامي في مناطق النزاع، فُجع الوسط الصحفي السوداني والعربي بنبأ استشهاد المصور الشجاع الشيخ السماني سعد الدين موسى عبدالله، المعروف بلقب “شيخو”، إثر قصف بطائرة مسيّرة أثناء تغطيته الميدانية في منطقة جبل الأبايتور بولاية الجزيرة، يوم 18 مايو 2025.
لم يكن شيخو مجرد مصور يحمل كاميرا، بل كان صوت الحقيقة في زمن التعتيم، وعينًا لا تخشى الموت حين تغوص في عمق المشهد الدموي لتنقل لنا صورة الوطن المنهك، صوت المنكوبين، وصدى الرصاص.
من هو شيخو ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية الكاملة للمصور الصحفي الذي استشهد في الميدان
تثير سيرة شيخو فضول من لا يعرفه، واحترام من عرفه وتعامل معه عن قرب. لم يكن اسمه كثير الظهور في وسائل الإعلام الكبرى، لكنه كان حاضرًا دومًا في قلب الحدث، وفي عمق الصورة.
- الاسم الكامل الشيخ السماني سعد الدين موسى عبدالله
- الاسم الإعلامي شيخو
- الجنسية سوداني
- المهنة مصور صحفي وإعلامي ميداني
- تاريخ الوفاة 18 مايو/ أيار 2025
- مكان الوفاة مستشفى تمبول، ولاية الجزيرة
- سبب الوفاة قصف بطائرة مسيّرة أثناء تغطية إعلامية في جبل الأبايتور
- النشاط الأبرز توثيق العمليات العسكرية مع قوات درع السودان
- السمات الشخصية شجاع، خلوق، ملتزم، لا يهاب الخطر
- الوضع الإعلامي من أبرز الوجوه التي فضحت انتهاكات الدعم السريع
ماذا كان يمثل شيخو للميدان الإعلامي؟
كان شيخو رمزًا للصحفي الميداني الحر، الذي اختار أن يعيش بين صوت الرصاص والغبار بدلًا من مقاعد المكاتب المكيفة. ارتبط اسمه بملفات النزاع والحقوق، وبتوثيق المعاناة التي يغفلها الإعلام التقليدي.
تفاصيل استشهاد شيخو في جبل الأبايتور.. كيف وقعت الحادثة؟
في يوم 18 مايو/ أيار 2025، كان شيخو ضمن مهمة صحفية مرافقة لقوات “درع السودان” في منطقة جبل الأبايتور، الواقعة بولاية الجزيرة. وكان يجهز لتوثيق لقاءات ميدانية وتحركات عسكرية تهدف لتأمين المنطقة من تمدد قوات الدعم السريع.
لحظة القصف
- عند قرابة الساعة 11:30 صباحًا، استهدفت طائرة مسيّرة معسكرًا ميدانيًا في المنطقة.
- شيخو كان يحمل كاميرته ويوثق المشهد حين تعرض لنيران مباشرة.
- حاول زملاؤه إسعافه ونُقل سريعًا إلى مستشفى تمبول، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، بعد أن نطق الشهادة، حسبما أفادت منشورات عديدة على منصة X (تويتر سابقًا).
مصدر القصف؟
حتى كتابة هذه السطور، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، لكن العديد من النشطاء والمصادر غير الرسمية رجحوا أن الطائرة تعود لمليشيات الدعم السريع.
شجاعة لا تُنسى.. كيف صنع شيخو بصمته في عالم الصحافة الميدانية؟
لطالما شكّل شيخو استثناءً بين أقرانه، إذ جمع بين فن الصورة وقوة الرسالة. لم يكن مجرد ناقل للحدث، بل كان جزءًا من معادلة النضال الإعلامي.
أبرز محطات مشواره:
- رافق قوات المقاومة السودانية في عدة مناطق مشتعلة مثل النيل الأزرق، كردفان، ودارفور.
- كان من أوائل المصورين الذين وثّقوا بالصورة والفيديو عمليات قصف المدنيين والاعتقالات العشوائية.
- ساهم في إنتاج تقارير حقوقية بالغة التأثير، تم تداولها دوليًا.
- أقام ورش تدريب للصحفيين المبتدئين في ولايات نائية رغم المخاطر.
لماذا شكلت وفاة المصور شيخو صدمة في السودان؟
لأن شيخو لم يكن فقط مصورًا، بل كان ضميرًا حيًا. في مجتمع يعاني من الانقسام، والفوضى، والتعتيم الإعلامي، أصبح هو الأمل بأن هناك من لا يزال يوثق ويقاوم ويُري العالم الحقيقة دون تزييف.
ردود الفعل:
- نعت عشرات الحسابات الإعلامية والصحفيين الشهيد بكلمات حزينة، منها:
- “رحم الله شيخو، الذي جعل من الكاميرا سلاحًا، ومن الصورة موقفًا”
- “وداعًا لأصدقنا وأشجعنا، من لم يعرف الخوف يومًا، وواجه الموت بعدسته”
- حملة إلكترونية أطلقت على منصة X تحت وسم #شيخو_في_ذمة_الله تحولت إلى دفتر عزاء إلكتروني ومكان استذكار لصوره وتقاريره.
الصحافة السودانية.. تودع فارسًا جديدًا من فرسان الحقيقة
رحيل شيخو يفتح مجددًا ملف سلامة الصحفيين في مناطق النزاع، خاصةً في السودان، حيث أصبحت مناطق كاملة خارج السيطرة الحكومية. وتزداد المخاطر بسبب غياب الحماية، وكثرة الجهات المسلحة، واستهداف الإعلاميين عمدًا.
شهادات من زملائه:
- يقول أحد الصحفيين: “لم يكن ينام، كان يتنقل بين الجبهات حاملاً كاميرته، لا يهمه سوى نقل ما يحدث بدقة”.
- وقال آخر: “أذكر أنه مرة رفض مغادرة منطقة اشتعال لأنه وعد طفلًا بتوثيق شهادته للعالم… كان صادقًا حتى في أبسط وعوده”.
المعركة من أجل الحقيقة.. هل خسرنا صوتًا لا يُعوّض؟
ربما، نعم. لكن من عرفوا شيخو يؤمنون أن وفاته بداية لوعي جديد، سيجعل كل صحفي سوداني يحمل كاميرته بعزمٍ أكبر.
ترك خلفه:
- عشرات الصور التي أصبحت أيقونات للوجع السوداني.
- فيديوهات مؤثرة وثّقت مجازر وعمليات تهجير قسري.
- إرثًا من المهنية والجرأة ستتناقله الأجيال الإعلامية القادمة.
شيخو والمجتمع الدولي.. هل وصلت صورته إلى العالم؟
رغم أن شيخو لم يعمل ضمن شبكات عالمية كبرى، إلا أن بعض تقاريره ظهرت في:
- مواقع حقوقية دولية.
- شبكات تلفزة استعانت بتوثيقاته لتغطية أخبار السودان.
- تقارير صادرة عن منظمات غير حكومية في ملف جرائم الحرب.
- ويُتوقع بعد وفاته أن تُدرج جهوده ضمن حملات مناصرة للصحفيين ضحايا العنف في مناطق النزاع.
وداعًا شيخو.. الكاميرا تنحني لآخر مرة
ها هي الكاميرا تنطفئ في يد شيخو، لكنها ستضيء آلاف العدسات من بعده. سقط المصور، لكن ظله باقٍ بين الأنقاض، وفي أعين الأطفال، وعلى وجوه الضحايا الذين أعطاهم صوتًا.
لم تكن حياته سهلة، ولم تكن نهايته أقل صعوبة، لكنها كانت مشرفة، بطولية، حقيقية.
هل يمكن اعتبار شيخو شهيد الحقيقة؟
- وفقًا لكل المعايير الإنسانية والمهنية، نعم.
- مات وهو يمارس مهنته بإخلاص.
- استهدف في موقع عسكري دون أن يحمل سلاحًا.
- كان في مهمة إعلامية، ولم يكن طرفًا في القتال.
- كل ذلك يُصنّفه ضمن شهداء الصحافة في العالم، جنبًا إلى جنب مع صحفيين من غزة وأوكرانيا واليمن.
كلمات أخيرة إلى روح شيخو
يا شيخو، سنحمل كاميرتك، ونمضي كما علمتنا، نصوّر الألم، ونُشهِد العالم على ما يحصل هنا.. سنقول الحقيقة، كما كنت تفعل، دون خوف.