سبب وفاة الشيخ خالد آل حمودة الحقيقي.. سيرة رجل من رجالات عمان المخلصين
في صبيحة يوم الجمعة، الموافق 16 مايو/ أيار 2025، خيم الحزن على ولاية جعلان بني بوعلي ومحافظة جنوب الشرقية بأكملها، بعد إعلان وفاة الشيخ خالد بن محمد بن علي آل حمودة، أحد أعيان عُمان البارزين، ونائب رئيس صندوق تقاعد ديوان البلاط السلطاني سابقًا.
رحيله لم يكن مجرد وفاة مسؤول متقاعد، بل كان رحيل شخصية اجتماعية ودينية وثقافية تركت بصمتها في القلوب قبل الأوراق الرسمية.
كان خالد آل حمودة رجلًا ذو وقار وأخلاق عالية، ومن الرجال الذين عاشوا للناس، وبين الناس، ورحلوا وهم يتركون أثرًا لا يُمحى، وسيرة طيبة يتناقلها كل من عرفه عن قرب.
من هو الشيخ خالد آل حمودة ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية الكاملة
النشأة والجذور في بيئة من العلم والدين
ولد الشيخ خالد بن محمد بن علي آل حمودة في ولاية جعلان بني بوعلي، المعروفة بعراقتها وتاريخها الممتد في الفقه والعلم والكرم القبلي.
تربى في بيت علم ودين، حيث تأثر منذ صغره بوالده وجده من علماء المنطقة وشيوخها البارزين، وتشرّب القيم الإسلامية السمحة، ومبادئ التواضع وخدمة المجتمع.
لم يكن من هواة الظهور الإعلامي أو التصريحات الرنانة، بل كان رجل الميدان والقرار الهادئ، الذي يُفضّل العمل الصامت، ويؤمن أن خير ما يُقال عن الإنسان هو ما يُقال بعد رحيله.
التعليم والتدرج الوظيفي
بعد أن تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس جنوب الشرقية، انتقل إلى العاصمة مسقط لاستكمال تعليمه الجامعي، حيث التحق بإحدى الجامعات الوطنية وتخصص في الإدارة العامة، قبل أن ينضم إلى ديوان البلاط السلطاني في إحدى أبرز إداراته.
ومع السنوات، أثبت كفاءته ونزاهته وتفانيه، حتى شغل منصب نائب رئيس صندوق تقاعد ديوان البلاط السلطاني، وهو موقع وازن ورفيع كان يتطلب دقة وحكمة ومسؤولية مالية ومعنوية كبيرة.
مناصب الشيخ خالد آل حمودة.. وفاء للدولة والمجتمع
كان للشيخ خالد دور فاعل في تطوير منظومة التقاعد في الديوان، حيث سعى إلى:
- تحسين جودة الحياة للمحالين على التقاعد
- اقتراح سياسات تحفظ حقوق الموظفين والمتقاعدين
- تعزيز الاستدامة المالية للصندوق
لكنّ حضوره لم يقتصر على العمل الرسمي، بل كان شخصية اجتماعية مرجعية في ولاية جعلان، يُلجأ إليه في النزاعات القبلية، والمصالحات، والمناسبات العامة، وكان يُعرف بلقب “الحكيم الصامت” بين أهالي الولاية.
سبب وفاة الشيخ خالد آل حمودة.. التفاصيل الكاملة
اللحظات الأخيرة
في صبيحة الجمعة، وبينما كانت الولاية تستعد ليوم عطلة هادئ، أُعلن رسميًا عن وفاة الشيخ خالد آل حمودة، بعد أيام من تدهور وضعه الصحي، إثر وعكة مفاجئة يُعتقد أنها ناتجة عن فشل عضوي في القلب، بحسب مصادر طبية قريبة من أسرته.
ولم يُعانِ طويلًا، بل فارق الحياة بهدوء وطمأنينة كما عاشها طوال عمره.
وقد تم نقله إلى مستشفى صور المرجعي قبل يومين من وفاته، لتلقي الرعاية العاجلة، لكنه أسلم الروح إلى بارئها في صباح الجمعة، اليوم الذي يحبه الصالحون.
سبب وفاة الشيخ خالد آل حمودة الحقيقي
وفقًا لتقارير صحية أولية، فإن سبب وفاة الشيخ خالد آل حمودة كان نتيجة فشل حاد في عضلة القلب، ناتج عن أزمة قلبية مفاجئة، تفاقمت بسبب أمراض مزمنة كان يعاني منها منذ سنوات، أبرزها:
- ضغط دم مرتفع
- إجهاد مزمن نتيجة سنوات العمل الطويلة
- نقص في تروية القلب تطور بصمت إلى حالة حادة في الأيام الأخيرة
وقد أكدت مصادر طبية أن الشيخ كان يعاني في صمت، ورفض التوجه للمستشفى إلا في اللحظات الأخيرة، إيمانًا منه بقضاء الله وقدره، ومحبته لعيش البساطة حتى في المرض.
الصلاة على الشيخ خالد.. مشهد وداع مهيب
جنازة بحضور حاشد
بعد إعلان الوفاة بساعات، توافدت الجموع من مختلف ولايات محافظة جنوب الشرقية، لأداء صلاة الجنازة على جثمان الفقيد في الجامع الكبير بولاية جعلان بني بوعلي.
وصف البعض الجنازة بأنها واحدة من أضخم الجنازات التي شهدتها الولاية في العقد الأخير، حيث حضرها:
- أعيان الولاية وشيوخها
- مسؤولون حاليون وسابقون
- عامة الناس من محبيه ومعارفه وتلاميذه
- وقد امتلأ المسجد وساحاته عن بكرة أبيه، فيما عمّ الحزن وجوه المشاركين، وهطلت الدموع في وداع رجل كان للجميع أبًا وأخًا وصديقًا وناصحًا أمينًا.
كلمات في رثاء خالد آل حمودة.. ما لا يُنسى
من بين المئات الذين نعوه، كتب أحد أبناء الولاية:
“عرفناه صادق الكلمة، نقي السريرة، لا يُسمع له صوت إلا في الخير، ولا يُرفع له حاجب إلا رحمةً بأهله وأبناء مجتمعه. عاش طيبًا وترك ذكرًا لا يُنسى، وسيرةً يتعلم منها الصغير قبل الكبير”.
وقد تناقلت حسابات عمانية ومجتمعية كثيرة خبر وفاته تحت وسم:
- #خالد_آل_حمودة
- #جعلان_تبكي_رجالها
إرث خالد آل حمودة.. أثر خالد بعد الرحيل
رغم تقاعده قبل أعوام، إلا أن حضوره ظل قويًا في الشأن المحلي والاجتماعي والديني، حيث كان:
- يُقدّم الدعم الخيري للطلاب والأسر المحتاجة
- يشارك في إصلاح ذات البين
- يسهم في تمويل المشاريع التنموية الصغيرة في الولاية
- يحتضن الشباب ويشجعهم على الاستقلال والعمل الشريف
- ولعلّ أهم ما تركه، هو السيرة البيضاء التي لم تُدنّس يومًا بالفساد أو التسلط، بل عاش نموذجًا نادرًا في المسؤولية الهادئة.
هل سيتم تكريمه رسميًا بعد الوفاة؟
تشير بعض التسريبات من داخل الولاية إلى وجود نية لتسمية أحد المراكز المجتمعية أو المساجد باسمه، تخليدًا لذكراه، وتقديرًا لعطاءاته.
كما أن هناك مطالب من أهالي جعلان بني بوعلي برفع كتاب إلى ديوان البلاط السلطاني لطلب وسام تكريم يُمنح له بعد وفاته، ويُسلم لأسرته، وفاءً لدوره المؤسسي والإنساني.
السيرة الموجزة للشيخ خالد آل حمودة
- الاسم الكامل خالد بن محمد بن علي آل حمودة
- مكان الولادة جعلان بني بوعلي – سلطنة عمان
- سنة الميلاد 1955 (تقريبًا)
- الوفاة الجمعة 16 مايو/ أيار 2025
- العمر 70 عامًا تقريبًا
- الوظيفة السابقة نائب رئيس صندوق تقاعد ديوان البلاط السلطاني
- الانتماء المجتمعي أحد شيوخ وأعيان ولاية جعلان بني بوعلي
- سبب الوفاة فشل قلبي مفاجئ – أزمة حادة
الخاتمة: رحل جسد خالد وبقيت روحه حيّة
في نهاية المطاف، لا يُقاس أثر الرجال بحجم مناصبهم أو بعدد صورهم في الصحف، بل يُقاس بما يتركونه في القلوب من ذكر طيب، وأثر نافع، وسيرة لا تُنسى.
وقد كان خالد آل حمودة نموذجًا للرجل العماني النقي، الذي عاش بعزة، وخدم بلطف، ورحل بتواضع، ليُكتب اسمه في سجلات من أخلصوا لوطنهم دون ضجيج.
رحمك الله يا أبا محمد، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأجزل لك الأجر على ما قدّمت لعمان وأهلها.
