من هو الرابر مهدي العمراني ويكيبيديا السيرة الذاتية، وسبب وفاته الحقيقي؟
في صباح هادئ لم يحمل أي إنذار، استيقظ جمهور الراب المغربي على خبرٍ مفجع زلزل الوسط الفني وترك محبيه في دوامة من الصدمة والحزن: وفاة الرابر الشاب مهدي العمراني، الشهير بلقبه الفني “مول العافية”.
الخبر لم يكن متوقعًا، ولم يأتِ نتيجة صراع مع المرض أو حادث مفاجئ، بل كما أوضح أقرباؤه، جاءت الوفاة بعد أداء صلاة الفجر، وكأن الرحيل كان هادئًا بقدر صوته الصارخ في الساحة الموسيقية.
“مول العافية” لم يكن فنانًا عابرًا، بل كان من الذين تركوا بصمة، رغم قصر تجربته، في مشهد موسيقي متعطش للهوية والصدق. فمن هو هذا الشاب الذي التف حوله كبار الرابورز لحظة وفاته؟ وما هي تفاصيل حياته ومسيرته الفنية؟ وكيف كانت نهاية رحلته؟
في هذا المقال نغوص في تفاصيل سيرة الرابر مهدي العمراني، ونكشف عن الأسباب الحقيقية وراء وفاته، وأثره في تطور موسيقى الراب المغربي.
من هو الرابر مهدي العمراني ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
يحمل مهدي العمراني في بطاقة هويته الرسمية اسمه الثلاثي، لكنه عرف فنيًا باسم “مول العافية”، وهو لقب ارتبط به بشكل كبير داخل أوساط الراب المغربي. وُلد مهدي في مدينة مغربية تُعد مهدًا للعديد من الأصوات الشابة في هذا الفن، وعلى الرغم من تواضع البدايات، سرعان ما برز اسمه على الساحة.
بدأ مهدي في العشرينات من عمره يطرق أبواب الساحة الفنية بصوته، ثم ما لبث أن تحوّل إلى منتج موسيقي ومؤسس منصة مستقلة تهدف إلى دعم الفنانين الصاعدين في المغرب. كان يؤمن أن الراب ليس فقط كلمات وغناء، بل منظومة متكاملة من الأفكار والإبداع والدعم.
“العافية ميوزيك”: الحلم الذي صنع الفرق
منصة صنعتها الرؤية والإصرار
لم يكتفِ مهدي بإصدار الأغاني أو الترويج لنفسه، بل اختار أن يكون خلف الكثير من الأصوات. أطلق مشروعه “العافية ميوزيك”، وهي منصة إنتاج موسيقي، شكلت قاعدة انطلاق لعدد من الموهوبين الذين لم يجدوا من يحتضنهم.
لم يكن هدف المنصة تجاريًا فقط، بل ركّز على تقديم محتوى موسيقي يحمل هوية مغربية حقيقية، ناطق بلهجة الشارع وهموم الشباب. هذا ما جعله محبوبًا من قبل شريحة واسعة، لا فقط كفنان بل كشخص حمل همّ تطوير الراب المحلي.
سبب وفاة الرابر مهدي العمراني الحقيقي
مفاجأة الموت بعد الفجر
فجّر الخبر المفجع مواقع التواصل: وفاة الرابر مهدي العمراني صباح الأربعاء، بعد ساعات قليلة من أدائه صلاة الفجر.
ووفقًا لما أكده أفراد عائلته، فإن وفاته لم تكن بسبب مرض عضوي أو نوبة صحية مفاجئة. بل غادر الحياة بشكل طبيعي وهادئ، من دون أعراض سابقة أو إنذارات.
هذه النهاية الهادئة صدمت كل من عرف مهدي، سواء عن قرب أو من خلال أعماله. كيف يمكن لشاب بكامل صحته ونشاطه، يخطط لأعمال جديدة ويشارك يوميًا في الإنتاج الموسيقي، أن يرحل بهذه الطريقة؟
السؤال ترك جمهورًا مشوشًا، لكن العزاء الوحيد هو أن مهدي توفي في حالة طهارة وسكينة، بعد صلاة الفجر، وهو ما وصفه محبوه بـ”الخاتمة الحسنة”.
من هم الفنانون الذين نعوه بكلمات مؤثرة؟
دعم جماعي من نجوم الساحة
أول من نعاه بكلمات مؤثرة كان الرابور “الغراندي طوطو”، والذي كتب منشورًا على إنستغرام جاء فيه:
“هذا الولد ضحى بوقته كله من أجل الراب المغربي… كان يحترم الجميع، من أصغر إلى أكبر فنان… وكان دائم الدفاع عن أي مشروع موسيقي يخرج في البلاد”.
كما شارك في النعي كل من:
- وينزا
- ميستر كريزي
- ديزي دروس
- دون بيغ
كلهم أجمعوا على خلقه الرفيع، حبه للعمل الجماعي، حرصه على دعم الآخرين، وشغفه بالراب المغربي. لقد كان الجميع يعتبره بمثابة “رئة” المشهد الموسيقي، وليس فقط فنانًا أو منتجًا.
أبرز إنجازات مهدي العمراني الفنية
ما الذي قدمه للساحة رغم عمره القصير؟
- إنتاج عشرات الأغاني للرابرز الشباب عبر “العافية ميوزيك”.
- تأسيس ورش تدريب موسيقية في عدة مدن مغربية.
- دعم حملات فنية في الأحياء الشعبية.
- التنسيق مع فرق إنتاج لتصوير فيديوهات موسيقية مجانية للمواهب الجديدة.
- لم يكن يملك قناة بـ 10 ملايين متابع، لكنه كان يملك قلبًا موسيقيًا نبض لكل من حوله، وهو ما جعل له تأثيرًا أكبر من بعض المشاهير.
جمهور مول العافية: رسائل حب ورثاء في كل مكان
كيف عبّر جمهوره عن صدمته؟
بعد إعلان وفاته، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل مؤثرة من محبيه. آلاف المنشورات ظهرت على فيسبوك، إنستغرام، تيك توك وحتى تويتر.
الجميع أجمع على أن مهدي لم يكن فنانًا فقط، بل كان إنسانًا حقيقيًا، يمد يده دون تردد لكل من يحتاج المساعدة.
كتب أحدهم:
“مهدي كان يدفعنا للأمام… مات اللي كان يدير الخير في الخفاء، الله يرحمك”.
بينما قال آخر:
“أنا ما عرفتشو شخصيًا، لكن كنت كنبغي فيه النية… نيتو كانت كتوصلنا قبل الصوت”.
كيف أثرت وفاته على مشهد الراب المغربي؟
فراغ لا يُعوض بسهولة
في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الفنية المغربية طفرة في المواهب، لا تزال تفتقر إلى البُنية الإنتاجية التي تؤمن بالأصوات الجديدة.
رحيل مهدي العمراني يعني غياب أحد القلائل الذين كانوا يملكون “مشروعًا حقيقيًا” لتطوير هذا الفن، وليس مجرد ربح مادي.
العديد من الفنانين والمنتجين المستقلين صرحوا بأن مهدي كان صوتهم، داعمهم، ومصدر أملهم في المستقبل. لذلك، فإن خسارته لا تُقاس فقط بالحزن، بل بالخوف من أن يبرد هذا الحراك الذي كان يحييه.
ما الذي يميز “مول العافية” عن باقي فناني الراب؟
بين الفن، الأخلاق، والدعم المجتمعي
لم يكن مول العافية فنانًا تقليديًا يسعى للشهرة فقط. بل كان يحمل:
- رسالة.
- نَفَس اجتماعي.
- وعي جماعي تجاه ما يعانيه الشباب المغربي.
كما لم يكن يومًا طرفًا في “حروب الراب” المعروفة في الساحة، بل كان داعيًا للهدوء، والحوار، والتطوير الفني. وهذا ما جعله يحظى باحترام الجميع، حتى من لا يتفقون معه موسيقيًا.
كيف ستُخلّد ذاكرته بعد الوفاة؟
مبادرات قيد الدراسة
أطلق عدد من الفنانين الشباب حملات تدعو إلى:
- تسمية قاعات فنية أو مشاريع باسمه.
- إعادة نشر أعماله وتوثيق أرشيفه الفني.
- إطلاق مؤسسة “مول العافية” لدعم الإنتاج الموسيقي المستقل.
- بل وصرح أحد أصدقائه المقربين أن هناك نية لجمع كافة إنتاجاته في ألبوم رقمي يتم توزيعه مجانًا للجمهور، كنوع من تخليد ذكراه.
الخاتمة: النهاية التي لا تُنسى
رحل “مول العافية”، لكنه ترك نارًا مشتعلة في قلوب كل من عرفوه أو سمعوا أغانيه. لم يكن الرابر الشاب مجرد فنان، بل كان صاحب رسالة، وداعمًا حقيقيًا للمواهب، وصوتًا يُعبّر عن أحلام كثيرة.
وربما، كان اسمه الفني يحمل دلالة أكبر مما تخيلنا: العافية التي أضاءت مشهدًا، وانطفأت في لحظة، لكنها لم تترك المكان مظلمًا.