سبب وفاة المصور محمد عبد الله العزوني الحقيقي.. وقصة كفاح تُروى

لم يكن محمد عبد الله العزوني مجرد مصور فوتوغرافي شاب. كان عدسةً ترصد الحياة، وروحًا متمردة على الألم، وشابًا يحمل كاميرته بيد، وأحلامه باليد الأخرى.

واليوم، ومع إعلان وفاته في صباح الأربعاء، سادت مواقع التواصل حالة حزن عارمة، وكأن الجميع فقد صديقًا أو أخًا أو رفيق درب، رغم أن كثيرين لم يعرفوه إلا من خلف شاشة.

لكنه كان حقيقيًا. ملامحه، كلماته، صوره، وألمه. وها نحن اليوم نودّع هذه الموهبة، ونُعيد سرد رحلته ليظل مصدر إلهام لكل من يحارب بصمت.. ويبتسم رغم كل شيء.

من هو محمد عبد الله العزوني ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

  • الاسم الكامل: محمد عبد الله العزوني
  • المهنة: مصور فوتوغرافي
  • الجنسية: مصري
  • التخصص: تصوير فني وإعلامي وثائقي
  • المرض: مصاب بسرطان الدم الليمفاوي الحاد T-ALL
  • تاريخ الوفاة: الأربعاء 15 مايو/ أيار 2025
  • سبب الوفاة: مضاعفات مرض السرطان بعد فشل الاستجابة للعلاج

عرفه كثيرون عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان يشارك يومياته بشفافية، في معركة لم يكن فيها منتصرًا بالمعنى الطبي، لكنه انتصر إنسانيًا بإلهامه للآلاف.

بداية الرحلة مع المرض: سرطان نادر وخطير

في منشوراته التي دوّنها على حسابه الشخصي بـ “فيسبوك”، كشف محمد عن إصابته بما يُعرف طبيًا باسم:

  • سرطان الدم الليمفاوي الحاد من نوع T-ALL
  • وهو نوع نادر من سرطانات الدم، سريع الانتشار وشرس، يصيب خلايا الدم البيضاء المعروفة بـ “الخلايا التائية”، ويُعد من أخطر أنواع اللوكيميا لدى الشباب.

أعراض المرض التي عانى منها:

  • تعب مزمن.
  • آلام في العظام.
  • فقدان الشهية.
  • التهابات متكررة.
  • نزيف وسرعة في فقدان الوزن.
  • ورغم خطورة المرض، تمسّك محمد بالأمل منذ اللحظة الأولى، وكان دائمًا يكتب لمتابعيه:

“أنا مش هاسيب الكاميرا، ولا هاسيب الحياة.. كل حاجة لسه قدامي”.

معركة العلاج: زراعة نخاع بـ600 ألف جنيه.. ثم الكيماوي

بدأ محمد رحلة العلاج بمراحله الطويلة والمؤلمة، وخضع في البداية لـ عملية زراعة نخاع مكلفة وصلت إلى 600 ألف جنيه مصري، وهي عملية لا تُجرى إلا في المراحل المتقدمة من المرض.

تفاصيل العلاج:

  • زراعة النخاع: تمت بنجاح مبدئي، لكن لم تؤتِ النتيجة المرجوة على المدى الطويل.
  • العلاج الكيماوي: استمر لفترات طويلة، مع جلسات متتابعة منهكة جسديًا.
  • العلاج الإشعاعي: تم استخدامه لاحقًا كخط دفاع ثانٍ.
  • المضاعفات: بدأ يعاني من نقص المناعة، واضطرابات في الكبد والكلى.
  • ورغم فشل العلاج، ظل يكتب ويتواصل، ويروي للناس يومياته، وكأنه يوثق الألم كما يصور الحياة من خلال عدسته.

محمد عبد الله العزوني.. حين تصبح مواقع التواصل منبرًا للأمل

لم يكن محمد يطلب الشفقة أو الدعم، بل كان يطلب فقط أن يسمعه الناس، أن يعرفوا ما معنى أن تنهض صباحًا لتواجه “كائنًا غير مرئي” يفتك بك من الداخل.

أبرز ما شاركه:

  • صور له داخل المستشفى، بابتسامة كبيرة.

منشورات تقول:

“أنا مش في منافسة مع حد.. أنا بس عايز أعيش شوية”.

  • دعوات للناس للتبرع لبنك الدم.
  • تحفيز لمرضى السرطان الآخرين:

“إنت مش لوحدك.. إحنا كلنا بنعدّي نفس النار”.

الغيبوبة الأخيرة.. وإعلان الوفاة

في أيامه الأخيرة، ساءت حالته بشكل مفاجئ، ودخل في غيبوبة كاملة نتيجة مضاعفات فشل الكبد والرئتين بسبب الجرعات الكيماوية.

وفي صباح الأربعاء، أُعلن رسميًا عن وفاة محمد عبد الله العزوني، بعد أن خسر جسده معركة لم تُضعف روحه أبدًا.

وفاته لم تمر مرور الكرام، بل انتشرت صوره ومنشوراته على نطاق واسع، وتحوّل إلى “ترند إنساني”، ألهب قلوب المتابعين، الذين كتبوا آلاف المنشورات يرثونه، ويُشيدون بشجاعته.

نعي واسع من النشطاء والمحبين

غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الرثاء والحزن، من أصدقائه، زملائه، متابعيه، وحتى من لا يعرفونه. بعض أبرز الرسائل التي تكررت:

  • “إنا لله وإنا إليه راجعون، خسارة شاب كان أملًا للآلاف”
  • “محمد عبد الله هزمني وأنا بكامل صحتي، وهو كان في المستشفى بيضحك”
  • “وداعًا يا مُلهم، يا مصور الألم والأمل معًا”
  • “اللهم اجعله من أهل الجنة، وارزقه شفاءً لا مرض بعده في الآخرة”

من هو محمد عبد الله العزوني؟ لماذا ألهم هذا الشاب الآلاف؟

  • لأنه لم يكن يخاف من الكلام عن وجعه.
  • لأنه اختار أن يُظهر الألم بطريقة جميلة.

لأنه قال للعالم:

“السرطان مش نهاية، أنا هاصور الحكاية”.

محمد عبد الله لم يكن نجمًا مشهورًا، لكن تجربته حولته إلى رمز للثبات، الأمل، والإلهام في وجه أقسى اختبار قد يواجهه إنسان.

ماذا بعد محمد عبد الله؟ دعوة للوعي والدعم

قصة محمد تفتح أبوابًا للنقاش حول:

  • التأمين الصحي لمرضى السرطان في مصر.
  • تكلفة العلاج المرتفعة التي لا يقدر عليها الشباب.
  • أهمية الدعم النفسي والإنساني لمرضى الأمراض المزمنة.
  • دور السوشيال ميديا في خلق حراك إنساني حقيقي.

الختام: محمد عبد الله العزوني.. غيّبه الموت وأحياه الأمل
قد غاب جسد محمد عن عالمنا، لكن ذكراه ستبقى، ليس فقط في الصور التي التقطها، بل في الرسائل التي كتبها، في القوة التي منحها للآخرين، في كفاحه الذي لم ينتهِ عند القبر، بل بدأ كملهم لقصص جديدة تُكتب كل يوم عن الأمل والمواجهة.

فوداعًا يا محمد..
وداعًا يا من علمتنا أن الكاميرا لا تلتقط فقط صور الحياة، بل قد تُصور الرحيل أيضًا، إن كان جميلًا كما كنت.

رقية أحمد

كاتبة شابة واعدة، تتميز بنظرتها الثاقبة وحسها الفني المرهف. تمتلك قدرة فائقة على صياغة الكلمات وتحويلها إلى لوحات فنية تعكس الواقع وتلامس وجدان القارئ. تتناول رقية في كتاباتها قضايا متنوعة، من الحياة اليومية والتجارب الشخصية إلى القضايا الاجتماعية والثقافية الملحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !