العاصفة شيماء تثير الجدل في مصر.. إليك الحقيقة الكاملة من هيئة الأرصاد

في زمن السرعة والتواصل اللحظي، باتت الشائعات تنتقل كالنار في الهشيم، خاصة حين تتعلق بموضوع حساس مثل الطقس والتغيرات المناخية.
وبينما كانت مصر تمر بأيام ربيعية معتدلة، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرات عن عاصفة جوية مفاجئة أسموها “العاصفة شيماء”، مما أثار حالة من القلق والتوتر بين المواطنين، وبدأت التساؤلات تملأ الفضاء الرقمي:
- ما هي العاصفة شيماء؟
- هل ستضرب مصر فعلاً؟
- ما مصدر هذه التسمية؟
- وماذا تقول هيئة الأرصاد الجوية؟
في هذا التقرير الحصري، نقدم لك القصة الكاملة من البداية وحتى نفي الهيئة العامة للأرصاد الجوية رسمياً، مع تحليل لحالة الطقس الفعلية، وأسباب انتشار مثل هذه الشائعات.
ما هي العاصفة شيماء؟ من أطلق هذا الاسم ولماذا؟
العاصفة شيماء لم تكن نتاج تحذير رسمي أو بيان من أي جهة معنية، بل خرجت من رحم منشورات عشوائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
استخدم بعض المستخدمين اسم “شيماء” كنوع من السخرية أو التهويل، ليتم لاحقًا تداوله باعتباره اسمًا فعليًا لعاصفة جوية ستضرب البلاد.
الاسم نفسه لا يتبع أي بروتوكول من منظمة الأرصاد العالمية WMO أو من الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، والتي لم تسجل أي نشاط جوي استثنائي في تلك الفترة.
رد رسمي من هيئة الأرصاد الجوية: لا وجود لعاصفة شيماء
منار غانم تحسم الجدل
في تصريحات مباشرة لوسائل الإعلام، نفت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بشكل قاطع وجود أي عاصفة تحمل هذا الاسم أو أي توقعات بحدوث عواصف في المدى القريب.
وقالت:
“مفيش أى عواصف هتأثر على جمهورية مصر العربية هذه الفترة أو الفترة المقبلة”، مضيفة أن الحديث عن العاصفة “شيماء” لا أساس له من الصحة، وأن تداول مثل هذه الأخبار هو “محاولة لإثارة الجدل لا أكثر”.
وأكدت منار أن الطقس مستقر نسبيًا مع بعض التغيرات الطبيعية في الرياح ودرجات الحرارة، ولا وجود لأي ظاهرة استثنائية تبرر هذا القلق.
تحذير من صفحات وهمية
كما ناشدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المواطنين بعدم الانسياق خلف الحسابات والصفحات التي تدعي تمثيل الهيئة أو تقدم توقعات خيالية غير علمية، مشيرة إلى أن المصدر الوحيد الموثوق به هو الموقع الرسمي وصفحات الهيئة الموثقة.
طقس مصر الخميس 15 مايو 2025.. لا عاصفة في الأفق
رغم شائعة العاصفة، كشفت الهيئة عن تقريرها الرسمي لـ حالة الطقس ليوم الخميس 15 مايو 2025، والذي لم يتضمن أي مؤشرات لعاصفة أو منخفض جوي خطير.
الحالة العامة:
- طقس حار نهارًا على القاهرة الكبرى والوجه البحري.
- مائل للحرارة على السواحل الشمالية.
- شديد الحرارة على جنوب الصعيد.
- معتدل ليلاً على أغلب المناطق.
نشاط الرياح:
- نشاط للرياح على أغلب أنحاء الجمهورية.
- قد تكون الرياح مثيرة للرمال والأتربة فقط في بعض المناطق المكشوفة بأقصى غرب البلاد وجنوب سيناء.
درجات الحرارة المتوقعة يوم الخميس 15 مايو 2025
- القاهرة 30 20
- الإسكندرية 26 18
- مطروح 23 16
- سوهاج 34 23
- قنا 36 24
- أسوان 38 26
يتضح أن درجات الحرارة تقع ضمن المعدلات الموسمية المعتادة، دون وجود ارتفاعات أو انخفاضات مفاجئة.
لماذا تنتشر شائعات الطقس بهذه السرعة؟
تُعتبر شائعات الطقس من أكثر أنواع الأخبار الزائفة تداولًا، خاصة في الدول التي تعاني من مواسم متقلبة مثل مصر. ويرجع انتشارها السريع إلى عدة أسباب:
- قلق الناس الطبيعي من التغيرات المناخية المفاجئة.
- استخدام مواقع التواصل كوسيلة أولى للحصول على الأخبار.
- ندرة الوعي بخطورة نشر معلومات غير مؤكدة عن الأرصاد.
- سعي بعض الصفحات لزيادة التفاعل بأي وسيلة ممكنة.
تأثير الشائعات على المجتمع والاقتصاد
عندما تنتشر شائعة مثل “العاصفة شيماء”، فإن تأثيرها لا يقتصر على إثارة الجدل فقط، بل يمكن أن تؤدي إلى:
- تعطيل الأعمال نتيجة الخوف غير المبرر.
- تأجيل أو إلغاء سفرات وحجوزات.
- زيادة الإقبال المفاجئ على الأسواق لشراء المستلزمات.
- ترويج معلومات منقوصة أو خاطئة قد تؤدي إلى قرارات غير مدروسة.
كيف تحمي نفسك من الشائعات الجوية؟
- تابع المصادر الرسمية فقط مثل الهيئة العامة للأرصاد الجوية.
- تجنب إعادة نشر أي أخبار طقس غير موثقة.
- استخدم تطبيقات الطقس المعترف بها عالميًا مثل Accuweather وWindy وWeather.com.
- علم أطفالك وأفراد أسرتك الفرق بين المعلومة الحقيقية والإشاعة.
- لا تنخدع بالأسماء الملفتة مثل “العاصفة شيماء” أو “عاصفة التنين 2” وغيرها.
وقائع مشابهة في الأعوام الماضية
ليست هذه المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات عن عواصف:
- في 2020، تم تداول اسم “عاصفة التنين” والتي كانت فعلًا منخفضًا جويًا قويًا، لكن بعض المعلومات حولها كانت مضخمة.
- في 2022، انتشرت أنباء عن “إعصار يضرب البحر الأحمر”، دون وجود مصدر علمي.
- في 2024، سادت شائعة عن “عاصفة هدى” بالتزامن مع منخفض شتوي عادي.
- إذًا، المسألة ليست جديدة بل تتكرر في كل موسم تقلبات جوية.
ما هي الحالات التي تستوجب القلق فعليًا؟
تُصدر هيئة الأرصاد عادة تحذيرات واضحة في حالات:
- العواصف الترابية الشديدة.
- السيول الناتجة عن أمطار غزيرة.
- انخفاض شديد في درجات الحرارة (موجات صقيع).
- ارتفاع كبير ومفاجئ في الحرارة يتجاوز 45 درجة.
- وفي جميع تلك الحالات، يتم الإعلام بها من خلال نشرات رسمية ووسائل الإعلام الكبرى، وليس عبر منشور مجهول على “فيسبوك”.
الخلاصة: العاصفة شيماء.. لا وجود لها إلا في خيال مواقع التواصل
العاصفة شيماء لم تضرب مصر، ولن تضربها. لا وجود لمثل هذه العاصفة وفق بيانات الهيئة العامة للأرصاد الجوية، وكل ما جرى تداوله مجرد شائعة ضخّمها الإنترنت، وسرعان ما تحولت إلى تريند مفتعل.
تذكر دائمًا أن الطقس علم دقيق، وليس مادة للسخرية أو التهويل. وكلما زاد وعينا كمجتمع في التحقق من المعلومة، كلما تضاءلت قدرة الإشاعات على التأثير فينا.