من هو عيدان ألكسندر ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ وتفاصيل الإفراج عنه والجدل السياسي المرافق
في مشهد يعكس تشابك السياسة والهوية والانتماء، أصبح الجندي الأسير “عيدان ألكسندر” اسمًا يتردد في وسائل الإعلام العالمية، ليس فقط بسبب واقعة أسره لدى حركة حماس، بل بسبب تفاصيل رحلته، وتصرفه المفاجئ بعد عودته، ورفضه مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتوجيهه الشكر للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بدلًا من ذلك.
العديد من المتابعين اعتبروا موقف عيدان ألكسندر “صفعة سياسية” على وجه الحكومة الإسرائيلية، بينما رأى البعض فيه تعبيرًا عن الألم الشخصي لخسارة عامين من الحياة في ظروف الأسر.
وبين قراءات السياسة ومشاعر الإنسانية، تتشكّل سيرة شخصية غير عادية لشاب لم يتجاوز العشرين عامًا، لكنه أصبح ملفًا دبلوماسيًا وعنوانًا للجدل.
من هو عيدان ألكسندر ويكيبيديا السيرة الذاتية الكاملة؟
ولد عيدان ألكسندر في مدينة تل أبيب يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول 2003. في سنوات طفولته الأولى، انتقلت أسرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقرت في ولاية نيوجيرسي، حيث نشأ وتعلّم في بيئة أمريكية، بعيدة عن واقع التجنيد العسكري الإجباري في إسرائيل.
تفاصيل عن نشأته:
- يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية.
- درس في مدارس يهودية أميركية.
- تخرّج من الثانوية عام 2022 وكان من المتفوقين أكاديميًا.
ورغم كونه مواطنًا أميركيًا غير مُلزَم بالخدمة العسكرية الإسرائيلية، اتخذ عيدان قرارًا صادمًا بالنسبة للبعض: العودة إلى إسرائيل والانضمام إلى لواء جولاني، أحد أشرس ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي.
انضمامه للجيش.. قرار حاسم
بعد عودته إلى إسرائيل، التحق عيدان بالخدمة العسكرية طواعية، رغم تحذيرات بعض أصدقائه في الولايات المتحدة من الانخراط في الصراعات الإقليمية. اختار الانضمام إلى لواء جولاني، المعروف بعملياته في المناطق الساخنة، وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية.
لماذا لواء جولاني؟
- يعتبر من أقوى الألوية الهجومية.
- يخدم فيه عادة الجنود ذوو اللياقة العالية والخلفيات الوطنية المتشددة.
- يعمل في الصفوف الأمامية ويُشارك في معظم العمليات الخاصة.
- عيدان أبدى فخرًا بانتمائه لهذا اللواء، بل ونشر صورًا على حساباته الشخصية أثناء التدريب، وهو يحمل السلاح مرتديًا زي جولاني.
لحظة الأسر.. ما الذي جرى؟
في 7 أكتوبر 2023، كان عيدان يؤدي مهمة حراسة على أطراف كيبوتس نيريم، المتاخم لحدود قطاع غزة، حين اجتاح مقاتلو حماس الحدود في هجومٍ مباغت. وخلال ساعات قليلة، اختفت عشرات الجنود، وكان عيدان من بينهم.
لاحقًا، أعلنت كتائب القسام أنها تحتجز مجموعة من الجنود الإسرائيليين، بينهم جندي يحمل الجنسية الأميركية، دون الإفصاح عن اسمه، لتتضح لاحقًا هويته الكاملة في تسجيل مصور.
التسجيلات المصوّرة من الأسر.. صرخات خلف القضبان
التسجيل الأول – نوفمبر 2024:
- ظهر عيدان ألكسندر في تسجيل بثته كتائب القسام، وكان يبدو نحيفًا ومرهقًا، لكن ذاكرته كانت حادة. قال بصوتٍ حاد:
“أنا محتجز منذ أكثر من 420 يومًا، ولا أحد يهتم لأمرنا. نتنياهو أهملنا، تجاهلنا.. حتى أنني أناشد ترامب أن يتدخل لأنه رئيسي، فأنا أمريكي”.
أثار هذا الفيديو صدمة في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وحرجًا بالغًا لحكومة تل أبيب، التي لم ترد علنًا.
التسجيل الثاني – أبريل 2025:
أكثر حزنًا وألمًا، تحدّث عيدان قائلاً:
“كذبوا علينا.. كلهم كذبوا.. إسرائيل وأميركا.. لم يفعلوا شيئًا. لا أعتقد أنني سأخرج حيًّا، أعتقد أنني سأعود جثة”.
صوته كان مكسورًا، ونظرته تائهة، وأثار التسجيل موجة من التعاطف الشعبي والانتقادات السياسية داخل إسرائيل والولايات المتحدة على حدّ سواء.
الإفراج عن عيدان.. وسط مفاوضات النار والدم
بعد أشهر من المفاوضات المعقّدة، التي شاركت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر، تم الإعلان عن إفراج جزئي شمل عددًا من الأسرى، بينهم عيدان ألكسندر، في خطوة وصفتها الإدارة الأميركية بأنها “ثمرة جهود مستمرة”.
نُقل عيدان بواسطة مروحية عسكرية إسرائيلية إلى مستشفى في تل أبيب، حيث خضع لفحوصات طبية شاملة. وخلال نقله، التُقط له مقطع فيديو ظهر فيه وهو يقول:
“شكرًا الرئيس ترامب، شكرًا جولاني.”
لماذا شكر ترامب؟ ولماذا تجاهل نتنياهو؟
هذا المشهد أثار أكبر موجة جدل:
- وسائل الإعلام العبرية اعتبرت الأمر “صفعة” موجهة للحكومة الإسرائيلية.
- تحليلات سياسية رأت أن عيدان “يريد إيصال رسالة” بأنه فقد ثقته بالقيادة السياسية التي تخلّت عنه.
- البعض فسّر شكره لترامب دون ذكر بايدن على أنه تأييد لشخص تدخل فعليًا في المفاوضات.
- في المقابل، قالت عائلته في تصريحات مقتضبة:
“عيدان يشعر بالخيانة، لكنه ممتن لكل من ساعد في إطلاق سراحه.. بأي طريقة كانت.”
رفض لقاء نتنياهو.. قنبلة سياسية
كان من المنتظر أن يستقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فور وصوله، كما هو معتاد مع الأسرى المحررين، لكن عيدان رفض ذلك بشدة.
صحيفة “هآرتس” علّقت على الأمر بالقول:
“هذه سابقة. جندي عائد من الأسر يرفض لقاء أعلى مسؤول في الدولة.. إنها لحظة توثق انهيار الثقة بين السلطة والشعب.”
أما قناة “كان 11” فقالت:
“عيدان لم يعد مجرد جندي.. بل بات رمزًا للاحتجاج الصامت.”
ردود الفعل الدولية
الولايات المتحدة:
- البيت الأبيض لم يعلق رسميًا.
- ترامب نشر تغريدة يقول فيها:
“فخور بأنني ساعدت عيدان، وسأواصل دعم كل الأميركيين المحتجزين.”
إسرائيل:
صمت حكومي رسمي.
تسريبات تفيد بأن نتنياهو “غاضب”، لكنه يفضل عدم التصعيد مع أسرة الجندي.
هل كان عيدان ورقة ضغط أمريكية؟
خبراء العلاقات الدولية يؤكدون أن عيدان ألكسندر لم يكن مجرد جندي، بل ورقة سياسية معقدة، ساهمت في:
- تصعيد الضغوط على إدارة بايدن من قِبل الجمهوريين.
- تدخل ترامب شخصيًا لكسب نقاط سياسية قبيل الانتخابات.
- إحراج حكومة إسرائيل، وإثارة الشكوك حول كفاءة إدارتها لأزمة الأسرى.
الفقرة الختامية: عيدان ألكسندر.. من جندي بسيط إلى رمز صامت
في زمنٍ تختلط فيه أوراق الحرب والدبلوماسية والدماء، خرج اسم “عيدان ألكسندر” من بين الظلال، ليصبح عنوانًا للخذلان والثقة المفقودة.
فهو لم يكن يبحث عن مجد، بل فقط عن العودة، وعندما عاد، لم يجد من يستحق الشكر إلا من ضغط من خارج الحدود، لا من حمل شعار قيادته.
ربما سيكتب عيدان كتابًا في المستقبل. ربما سيختار العزلة. لكن المؤكد أن قصته لن تُنسى.. لأنها ببساطة، كشفت هشاشة السياسة حين تُجرّد من الإنسانية.