من هو بطل مسلسل التحقيق مع الرئيس “حياة صدام حسين”؟ تعرف على وليد زعراني الذي يجسد صدام حسين
في كل عقد زمني، تظهر أعمال درامية تعيد تشكيل التاريخ، ليس فقط كأحداث متسلسلة بل كحكاية إنسانية غنية بالتفاصيل والانفعالات. ومن بين أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ الشرق الأوسط، يبرز اسم صدام حسين كرمز للسلطة والانقسام، بين من يراه بطلاً قوميًا ومن يعتبره ديكتاتورًا دمويًا. واليوم، يعود صدام إلى الواجهة، لكن ليس عبر خطاب سياسي أو كتاب تاريخ، بل من خلال عمل درامي أمريكي يُصور لحظة مفصلية في حياته: لحظة التحقيق بعد السقوط.
المسلسل الأمريكي الجديد “التحقيق مع الرئيس” هو عمل جريء يتناول تفاصيل نادرة من حياة صدام حسين بعد القبض عليه عقب غزو العراق عام 2003. يتولى إخراج المسلسل المنتج المعروف ليزلي جريف، الذي قرر أن يكون التصوير في مصر، حيث تتشابه بيئتها كثيرًا مع مناطق عراقية.
هذا المقال يأخذك في جولة تفصيلية داخل هذا العمل المرتقب، من القصة إلى أبطاله، مرورا بكواليس الإنتاج، وأسرار لا يعرفها الكثيرون عن هذا المشروع المثير للجدل.
مسلسل التحقيق مع الرئيس: دراما من قلب الحدث السياسي
يستند مسلسل “التحقيق مع الرئيس” إلى أحداث واقعية جرت بعد اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث يركز على فترة التحقيقات التي أجريت معه من قبل المخابرات الأمريكية، بعد سقوط نظامه ودخوله في الأسر.
ليست هذه أول مرة يظهر فيها صدام حسين كشخصية درامية، لكنه بالتأكيد أول عمل يُنتج من وجهة نظر ضابط التحقيق الأمريكي، ما يمنحه زاوية مختلفة تمامًا في الطرح، ويخلق حالة جدل متوقعة بين الجمهور العربي والعالمي.
الأحداث: لحظة السقوط.. وما بعدها
من المزرعة إلى الزنزانة
تبدأ أحداث المسلسل في نهاية عام 2003، بعد أن عثر الجنود الأمريكيون على صدام حسين مختبئًا في حفرة قرب مدينة تكريت، الحدث الذي هز العالم بأسره حينذاك. ينقلنا المسلسل إلى مركز احتجاز سري، حيث تبدأ جلسات مطولة من التحقيقات المكثفة، يقودها ضابط أمريكي يسعى لاستخلاص أكبر قدر من المعلومات حول حكمه، أسرار نظامه، وخططه السابقة.
جلسات التحقيق بين الرماد والرموز
يعتمد السرد على الحوارات النفسية والسياسية بين صدام وضابط التحقيق، في مشاهد أشبه بلعبة شطرنج فكرية، تكشف جوانب خفية من شخصية الرئيس العراقي. فلا مشاهد قتال، ولا معارك، بل مواجهة عقلية هادئة تكتنز بالتصعيد والرمزية.
بُعد نفسي وإنساني
وفق تسريبات أولية من فريق العمل، فإن المسلسل لا يقدم صدام كشرير مطلق ولا كبطل منزّه، بل يحاول رسم صورة مركبة لرجل أنهكته السلطة والعزلة، بينما يتعامل الضابط الأمريكي مع مهمة ليست بالسهولة التي توقعها.
موعد عرض مسلسل التحقيق مع صدام حسين
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تعلن الشركة المنتجة بشكل رسمي عن تاريخ العرض النهائي لمسلسل “التحقيق مع الرئيس”. لكن المخرج ليزلي جريف أشار في مؤتمر صحفي إلى أن العمل “سيُعرض على الأرجح في الربع الأخير من عام 2025، بعد الانتهاء من جميع مراحل الإنتاج والمونتاج”.
ويعود سبب التأجيل إلى ضخامة المشاهد وتصويرها في مواقع متعددة داخل مصر، حيث تتطلب بعض الحلقات إعادة بناء أماكن احتجاز وسجون عسكرية مشابهة لتلك التي كانت تُستخدم من قبل القوات الأمريكية في العراق.
تصوير المسلسل في مصر: لماذا وقع الاختيار عليها؟
بنية لوجستية متكاملة
اختار فريق الإنتاج مصر كموقع رئيسي للتصوير، لعدة أسباب أبرزها توافر مواقع تصوير قريبة جدًا من البيئات العراقية، إلى جانب توفر فرق تصوير عالية المستوى من حيث الخبرة، وقربها من المواقع العسكرية التي تشبه مراكز الاعتقال الأمريكية.
التعاون مع شركات إنتاج مصرية
وقع المخرج اتفاقًا مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلانية في مصر، لضمان تقديم دعم إنتاجي وتقني يتماشى مع الرؤية الفنية للمشروع، كما استعان بطاقم تقني مصري لتصميم الإضاءة والديكورات الخاصة بمشاهد التحقيق.
منصة العرض: أين يمكنك مشاهدة مسلسل التحقيق مع الرئيس؟
أكد المخرج ليزلي جريف رسميًا أن عرض المسلسل سيكون عبر منصة “واتش إت” (Watch It) الرقمية، وهي واحدة من المنصات العربية التي تسعى مؤخرًا لاستقطاب الإنتاجات العالمية، خاصة تلك التي تتناول قضايا تهم الجمهور العربي.
وتُعد هذه الخطوة مفاجئة للكثيرين، حيث كان المتوقع أن يُعرض المسلسل أولًا على إحدى القنوات الأمريكية الكبرى أو عبر نتفليكس. لكن يبدو أن الطابع العربي للعمل وشخصيته المحورية دفعت القائمين عليه لاختيار منصة عربية لتكون الوجهة الأولى.
أبطال مسلسل التحقيق مع الرئيس: وجوه بارزة وأخرى مجهولة
وليد زعراني: التحدي الأكبر في تجسيد شخصية صدام
يؤدي دور صدام حسين الممثل الأردني وليد زعراني، وهو اسم قد لا يكون مألوفًا للجمهور الواسع، لكنه يمتلك سجلًا طويلًا من الأدوار المسرحية الجادة. وأفاد المخرج أن زعراني “بذل جهودًا جبارة لتعلم اللهجة العراقية بدقة، إضافة إلى دراسة حركات ونظرات صدام من أرشيف الفيديوهات”.
نيللي كريم: مفاجأة نسائية في عمل رجالي
الممثلة المصرية نيللي كريم ستكون ضمن الطاقم، بدور لم يُفصح عنه بعد، لكنه سيكون مرتبطًا بقصة الضابط الأمريكي. ويُعتقد أنها ستلعب دور مترجمة أو خبيرة نفسية تعمل ضمن فريق التحقيق.
باقي الطاقم.. في انتظار الكشف الرسمي
حتى الآن، لم تُعلن الأسماء الكاملة لبقية الطاقم، لكن مصادر مقربة تشير إلى مشاركة ممثلين من أمريكا وبريطانيا وبعض الوجوه العربية المعروفة.
المسلسل والجدل: هل سيحدث صدمة في العالم العربي؟
من المتوقع أن يثير مسلسل التحقيق مع الرئيس حالة من الانقسام بين من يرى فيه فرصة لفهم جانب من التاريخ العربي، ومن يعتبره تشويهًا متعمدًا لشخصية مثيرة للجدل.
انتقادات محتملة
بعض المراقبين يعتبرون أن المسلسل قد يحمل رؤية أمريكية “منحازة”، خصوصًا أن الكاتب والمخرج أمريكيان، ما يُثير التخوف من تحريف الحقائق أو تصوير صدام بصورة سلبية مطلقة.
توقعات بإقبال جماهيري واسع
رغم المخاوف، إلا أن العمل قد يحقق نسب مشاهدة قياسية، نظرًا لفضول الناس بمعرفة تفاصيل هذه المرحلة الغامضة من حياة صدام، ولأنه أول عمل درامي بهذه الخصوصية يُنتج بهذا الشكل السينمائي الجاد.
مقارنة بأعمال سابقة تناولت صدام حسين
رغم أن هناك أعمالًا وثائقية ودرامية حاولت استعراض حياة صدام، إلا أن معظمها كان إما موجزًا أو متحيزًا. من بين أبرزها:
- House of Saddam: مسلسل بريطاني قدم رؤية نقدية لحكم صدام.
- Execution of Saddam Hussein: فيلم وثائقي يعرض لحظة إعدامه.
- لكن “التحقيق مع الرئيس” يختلف بتركيزه على فترة ما بعد السقوط فقط، وبدون سرد لحكمه أو سيرته السياسية بالكامل.
الجمهور العربي: بين الفضول والتحفظ
ما يُميز الجمهور العربي أنه لا يستهلك المحتوى كقصة فحسب، بل كإسقاط على الواقع السياسي والاجتماعي. ومن المتوقع أن يثير هذا العمل الكثير من الحوارات، سواء على مواقع التواصل أو داخل الأوساط الأكاديمية.
وسيتابع الجمهور أداء الممثلين بدقة، لا سيما طريقة تقديم شخصية صدام، هل ستظهر متغطرسة أم إنسانية؟ هل سيظهر الضابط الأمريكي كمنقذ أم مستجوب بارد؟
الخاتمة: لحظة درامية في قلب التاريخ
بين حفرة اعتقال ومكتب تحقيق، وبين وجهين يعكسان حضارتين مختلفتين، يأتي مسلسل “التحقيق مع الرئيس” ليضعنا أمام واحدة من أكثر اللحظات تعقيدًا في التاريخ الحديث، ليس فقط عبر سرد جاف، بل من خلال مواجهة فكرية تنبض بالحياة والتساؤلات.
هل سيعيد هذا العمل تشكيل الوعي الجماهيري حول صدام حسين؟ أم أنه مجرد سرد درامي آخر يضاف إلى مكتبة المسلسلات السياسية؟ الجواب سيكون في انتظار العرض الأول.