علامات التوحد: كيف تكتشف إصابة طفلك بالتوحد وما هي درجاته المختلفة؟

يعد اضطراب التوحد أحد الاضطرابات النمائية العصبية التي تؤثر على قدرة الشخص على التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، وتظهر أعراضه عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر. يتم تشخيص التوحد بناءً على معايير تشخيصية محددة وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، مما يساعد على تصنيفه إلى درجات مختلفة وفقًا لحدة الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية.

في هذا التقرير، نستعرض العلامات الثلاثون لاضطراب التوحد، وكيفية تحديد درجة التوحد، بالإضافة إلى توضيح الفرق بين التوحد وطيف التوحد.

علامات التوحد

يتم تشخيص اضطراب التوحد من خلال مجموعة من الأعراض السلوكية والتواصلية والحسية التي تختلف في شدتها من طفل لآخر، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

1. اضطرابات التفاعل الاجتماعي

  • ضعف القدرة على التفاعل مع الآخرين.
  • قلة استخدام تعابير الوجه أثناء التواصل.
  • صعوبة في فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها.
  • عدم الاستجابة عند مناداة اسمه.
  • تجنب التواصل البصري المباشر.
  • عدم مشاركة الاهتمامات مع الآخرين.
  • صعوبة في تكوين الصداقات.
  • تفضيل اللعب بمفرده دون الاهتمام بالأطفال الآخرين.

2. اضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي

  • تأخر في النطق أو عدم القدرة على التحدث نهائيًا.
  • استخدام لغة غير نمطية، مثل تكرار الكلمات أو العبارات بدون فهم لمعناها.
  • صعوبة في بدء أو إكمال المحادثات.
  • استخدام نبرة صوت غير معتادة (مثل صوت رتيب أو غير معبر).
  • التحدث بطريقة رسمية جدًا وغير مناسبة للعمر.
  • عدم القدرة على فهم الدعابات أو التلميحات.
  • صعوبة في استخدام الضمائر (مثل قول “أنت” بدلًا من “أنا”).
  • استخدام لغة جسدية محدودة أثناء التحدث.
  • الميل إلى الحديث عن مواضيع محددة بشكل مكثف.

3. السلوكيات المتكررة والحساسية الحسية

  • تكرار الحركات نفسها مثل رفرفة اليدين أو الدوران حول نفسه.
  • التعلق الشديد بروتين معين وصعوبة التأقلم مع التغييرات المفاجئة.
  • تحسس زائد أو نقص في الاستجابة للمؤثرات الحسية (مثل الأصوات أو الأضواء الساطعة).
  • الاهتمام الزائد بتفاصيل صغيرة وإهمال الصورة الكاملة.
  • استخدام الألعاب بطرق غير اعتيادية (مثل تدوير العجلات بدلًا من اللعب بها).
  • هوس بموضوع معين دون الاهتمام بغيره.
  • ترتيب الأشياء بطريقة معينة والإصرار على عدم تغييرها.
  • ردود فعل غير متوقعة عند اللمس أو العناق.
  • قضاء وقت طويل في النظر إلى الأضواء أو الأشياء الدوارة.
  • صعوبة في التكيف مع البيئات الجديدة.

كيفية تحديد درجة التوحد بناءً على الأعراض

يتم تصنيف التوحد إلى ثلاث درجات رئيسية وفقًا لشدة الأعراض ومدى احتياج الطفل إلى الدعم.

1. التوحد البسيط (الدرجة الأولى – يحتاج إلى دعم بسيط)

  • يعاني بعض الصعوبات الاجتماعية لكنه قادر على التواصل عند الحاجة.
  • يعاني سلوكيات متكررة لكنها لا تعيق حياته اليومية بشكل كبير.
  • يمكنه التفاعل مع الآخرين لكنه يفضل العزلة في بعض الأحيان.

2. التوحد المتوسط (الدرجة الثانية – يحتاج إلى دعم متوسط)

  • يواجه صعوبة ملحوظة في التفاعل الاجتماعي والتواصل.
  • لديه سلوكيات متكررة واضحة تؤثر في قدرته على التكيف.
  • يجد صعوبة في فهم المشاعر أو التعامل مع التغيرات المفاجئة.

3. التوحد الشديد (الدرجة الثالثة – يحتاج إلى دعم مكثف)

  • صعوبات حادة في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
  • سلوكيات متكررة شديدة قد تشمل إيذاء النفس أو نوبات غضب عنيفة.
  • حساسية حسية مفرطة تعيق أداء المهام اليومية.

الفرق بين التوحد وطيف التوحد

رغم أن المصطلحين قد يتم استخدامهما بالتبادل، إلا أن هناك بعض الاختلافات المهمة بين التوحد التقليدي وطيف التوحد.

الفرق التوحد طيف التوحد

  • النطاق تشخيص محدد يشمل اضطرابات بدرجات متفاوتة
  • شدة الأعراض واضحة وتأثيرها قوي أخف ويمكن التحكم بها
  • التفاعل الاجتماعي صعوبة كبيرة في تكوين العلاقات تفاعل اجتماعي نسبي
  • التواصل تأخر واضح في النطق واللغة مهارات لغوية طبيعية أو متقدمة
  • السلوكيات المتكررة صارمة ومتكررة بشدة أقل حدة

كيف يمكن دعم الطفل المصاب بالتوحد؟

  •  العلاج السلوكي المعرفي (ABA): يساعد في تحسين التفاعل الاجتماعي والتواصل.
  •  التدخل المبكر: كلما كان العلاج مبكرًا، زادت فرص تحسين المهارات الحياتية.
  •  التواصل البديل (AAC): استخدام تقنيات مثل لغة الإشارة أو الصور.
  •  العلاج الوظيفي والعلاج الحسي: لمساعدة الأطفال على التكيف مع المؤثرات البيئية المختلفة.
  •  الدعم الأسري والتعليمي: توفير بيئة داعمة وتشجيعية داخل المنزل والمدرسة.

الخاتمة
يُعد التوحد اضطرابًا نمائيًا يؤثر على العديد من الجوانب الحياتية، لكنه ليس عائقًا أمام تحقيق النجاح إذا تم توفير الدعم والتدخل المناسب. يمكن للأفراد المصابين بالتوحد تطوير مهاراتهم والتكيف مع المجتمع من خلال العلاج المبكر والتوجيه الصحيح.

إذا كنتِ والدة لطفل يُظهر علامات التوحد، فلا تترددي في استشارة مختص للحصول على التشخيص المناسب، فالدعم المبكر هو المفتاح لمساعدة طفلك على عيش حياة مستقلة وسعيدة.

عمر يوسف

كاتب متمرس يتمتع بخبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام. يتميز بأسلوبه السلس والمباشر الذي يسهل على القارئ استيعاب المعلومات المعقدة. يتمتع بحس إخباري قوي يجعله قادرًا على تحديد أهم الأحداث وتغطيتها بعمق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !